من الفضائل أنْ نَعْتَرِفْ بفضل المعلم والمعلمة ، ونخصهم بيوم نحتفل فيه بهم ، إذْ أن هذا اليوم من إحدى المناسبات التربوية التي يجب إحياؤها تقديراً لدورهم في المجتمع ، وإيماناً بأهمية ما يقومون به في حمل رسالة العلم التي هي من أعظم الرسالات وأجلها ليرتقوا بجيل الأمة إلى أعاظم الأمور ، فالتعليم ليس حرفة بقدر ما هو واجب وأمانة وغرس وتوجيه ، وعرفاناً برسالتهم ، وتثميناً لجهودهم ، وتكريماً لعطائهم ، فمهنة التعليم عظيمة ، والاحتفال بهم يعتبر تقديراً للجهود المتميزة التي يقدمونها في الحقل التربوي ، ومن منطلق الإيمان بالدور الذي يقوم به المعلم والمعلمة في حمل لواء العلم ومشاعل النور لينيروا بها دروب فلذات أكبادنا ، وبناة المستقبل ، فهم الذين يقومون بعملية التعليم المنهجية التي تمر بها معظم شرائح المجتمع ، حيث يتلقى كل فرد من أفراد المجتمع نوعاً ما من التعليم ، لذلك كانت رسالتهم هي الأسمى ، وتأثيرها هو الأبلغ والأجدى ، فهم الذين يشكلون العقول والثقافات من خلال هندسة العقل البشري , ويحددون القيم والتوجهات , ويرسمون إطار مستقبل الأمة ، فالمعلمون والمعلمات شموع تضيء للأمة طريق المجد والتقدم ، وهم شموع تمحى بها ظلمات الجهل والتخلف عن الأمة ، وقد رفع الله من شأنهم ، وأعلا قدرهم ، وكرمهم قبل أن يكرموا من بني البشر قال تعالى {يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} وقال عليه الصلاة والسلام :"فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم" كما أنه ورد في الأثر كما ذكر فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين في أحد فتواه - " إن الله وملائكته يصلون على معلم الناس الخير" وهو دليل على أن المعلمين من ذكور وإناث لهم مكانة في النفوس ، مما يسبب لهم الاحترام والتوقير ، وإذا كان كذلك فإن التلاميذ ذكوراً وإناثاً عليهم أن يحترموا من يعلمهم ، وأن يعترفوا بحقهم وبفضلهم ، ويكون هذا الإحترام دائماً مستمراً طوال أيام العام - ولنا في رسول الله أسوة حسنة ، فهو الذي أنشأ جيلاً سليم المعتقد ، صادق النية ، قوي الهمة ، واضح الهدف ، عظيم الوعي والإرادة ، ثم تحدى بهم جيوش الشرق والغرب غرس في نفوسهم ألاَّ حياة دون إيمان ، ولا إيمان دون علم ، ولا علم دون عمل ، ولا عمل دون أخلاق . من أقوال صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم "أن النهضة التعليمية التي تشهدها بلادنا والعالم على وجه العموم هي حصيلة ثمار جهود المعلمين" شعر : إن المعلم قدوةٌ في الناس مرفوع الجناب والنشء يذكر فضله حتى يوارى في التراب يارب بارك سعيه ذلل له كل الصعاب حتى ينشئَ جيلنا متحصناً من كل عاب ومن أصدق من الله قيلاً " قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ". [email protected]