بدعوة من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة حضرت يوم الأحد الماضي 2ذو القعدة 1431 الموافق 10 /10 /2010م الحفل السنوي الخامس للوقف العلمي بمركز الملك فيصل للمؤتمرات بالجامعة والذي بدأ بآيات قرآنية وختم بدعاء تخللته فقرات عديدة افتتحها معالي مدير الجامعة أ.د. أسامة بن صادق طيب وذكر أن الجامعة نشأت كوقف علمي من أبناء ورجال البلد بمباركة الملك فيصل رحمه الله ثم صدر قرار بضمها إلى الدولة بكافة مرافقها، وعمرها حالياً أكثر من 40 عاماً واصبح لديها كفاءات قادرة على إجراء الأبحاث العلمية لتفيد الوطن، ومن هنا انبثقت فكرة الوقف العلمي وكانت مبادرة من أهالي مدينة جدة تم الموافقة عليها رسمياً وتضافرت الجهود لتنفيذها حتى تحققت منذ خمس سنوات بهدف تمويل الوقف العلمي بالجامعة .. ثم تحدث د.عصام كوثر عن الموضوع بشرح مفصل وقال:( إن من أهم متطلبات تحقيق النهضة العلمية والفكرية للأمم هو إقامة مجتمع المعرفة من خلال بناء قاعدة أساسية للبحث العلمي والتكنولوجي ) . والأوقاف ليست شيء جديد علينا فتاريخنا الإسلامي زاخر بها وقد لعبت دوراً مشهوداً في تحقيق نهضتنا آنذاك ومنها انتشرت لأنحاء العالم فكثير من الجامعات العالمية العريقة والمشهورة قامت واستمرت كوقف مثل "هارفارد " والتي وصلت عوائد إستثمار الوقف فيها إلى 25 مليون دولار لعام واحد 2008م، أما جامعة الملك عبدالعزيز كان عوائد الوقف فيها 30 مليون ، ونحن نحتاج الوقف الآن لنسرع في سد الفجوة بيننا وبين الأمم المتقدمة.. المتوسط العالمي للإنفاق على البحث العلمي 1,40% من الإنفاق القومي ، ولايتجاوز إنفاق الدول العربية 02,% فقط ، فهي مجتمعة تصرف 872 مليون دولار على البحث العلمي في حين يصرف الكيان الصهيوني 2000 مليون دولار على الأبحاث الأبحاث العلمية. كما وضح أهداف الوقف العلمي والتي تتلخص في : إحياء سنة الوقف وتفعيل دوره في دعم البحث العلمي – دعم البرامج الخاصة بخدمة المجتمع ومعالجة مشكلاته – دعم المبتكرين والموهوبين وتبني براءات الاختراع – الإلهام في إيجاد بيئة جاذبة ومحفزة للإبداع ونشرالمعرفة – المشاركة في المشاريع الإستثمارية ذات الجدوى الإقتصادية. ولايسعني ذكر كل فقرات الحفل لكن فقرة هامة كانت مشاركة من الطالبة (نوف الجابري) وقد بدأت البحث العلمي في كلية العلوم قسم الكيمياء الحيوية من السنة الثانية في دراستها الجامعية ولقيت تشجيعاً بمركزالملك فهد للأبحاث وفي السنة الرابعة رشحها القسم للمشاركة في مؤتمرتقنية النانو ، وهي تكمل دراستها العليا تخصص هندسة بيوكيميائية في جامعة الملك عبدالله"كاوست" و تمثل نموذج عملي للفتاة السعودية المهتمة بالبحث العلمي. وألقت الدكتورة القديرة فاطمة نصيف كلمة عرفت فيها الوقف بأنه أجر دائم لاينقطع وإستثمار طويل الأجل عالي الأرباح لذلك لم يكن أحد من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم له قدرة إلا أوقف ، وذكرت حديث :" إذا مات ابن آدم أنقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أوعلم يتنفع به أو ولد صالح يدعو له " .. وقالت أن الوقف العلمي يتضمن اثنين منهما وهو الصدقة الجارية والعلم النافع ولذا فله أجران ويبقى لصاحبه بعد رحيله. وبفضل الله وصل عدد الأوقاف 20 وقفاً هذا العام تبرع بها أهل الخير من البلد رجالا ونساءً ، وأمرأة من مكةالمكرمة تبرعت ببيت شعبي هو كل ماتملكه من الدنيا- عوضها الله ببيت في الجنة - كما تبرع غيرهم بمبالغ نقدية ومنهم شخص واحد دفع مليون ريال، وتبرع بعض الطلاب بمبالغ بسيطة مثل 500 ريال و200 ريال وفق قدراتهم المالية لكنها قيمة وتعكس مدى وعيهم لأهمية الوقف العلمي .. وندعو الجميع لهذا الخير العظيم . [email protected]