وقف بناء البيت الجميل على العظم ولم يتوقف الزوج على استشارة زوجته عن نيته في تكملته للسكن فيه، وتستمر الزوجة بالرفض متعللة بمتطلبات أخرى يحتاجها الأطفال، كمصاريف لمدارس خاصة تتمنى وضع أبنائها فيها أو شراء وتجديد أثاث البيت. وبين زميلاتها وصديقاتها من حزب "قص ريش طيرك لا يلوف على غيرك" وكوابيس تأتيها أنه في بيتها "ضُرة" ولا تتواني في طلب المزيد من الأشياء التي تُلبس نقود زوجها أجنحةُ طيارة ولا يبقى منها إلا القليل! وحكايات الحريم التي لا تنتهي عن طرق كيفية منع الزوج من الاقتصاد المادي "وإن كان استعداداً لطوارئ قد تأتي بها الأيام" فمنهن من تجعل من بيتها صالون حفلات تجتمع فيه بصديقاتها مُسرفة في الأكل والشُرب مُنفقة كثيراً من المال من جيب زوجها أو متسكعة في الأسواق لشراء ما يلزم وما لا يلزم تحت شعار خاص بها "ربي لا يحرمني من فلوسك يا زوجي الحبيب" وقصص كثيرة لزوجات يخشين "الضرُة" وجاء يوم أطلقت فيه الزوجة صرختها بدلاً من زغرودة تهنيء بها زوجها على خبر زواجه من امرأة أخرى والتي تتفهم أهمية الوقوف بجانبه لتأمين المأوى الذي هو أهم ما تتطلبه الحياة الهانئة للسكن والراحة النفسية التي يحتاجها كل بني آدم. والزوجة التي اعتقدت بأنها قد قصت ريش زوجها كي لا يستطيع الطيران فهي خاطئة فللزوج من الذكاء ما يرجع لتفكيره ويعمل بالمثل القائل "استشير الأكبر منك والأصغر منك ثم ارجع لعقلك" والآن قد طار وحط في عش زوجية مع من تدعمه بالعمل في مواجهة الحياة الغدارة. وأصبحت الزوجة الأولى التي لم يعد زوجها خالصاً بشحمه ولحمه "وماله" لها وحدها بل بشجاعة الزوج تم اعترافه بخطوته الجريئة وخيرها بين بقائها معه وأن ينقلها وعيالها لشقة صغيرة يمكنه من سداد إيجارها كي يتمكن من دفع مصاريف المدارس التي فضلتها! وهي التي أخطأت واعتقدت بأنها قد قصت ريشه وحبسته عن الطيران! ولكنه قد خاب ظنها وطار "وحط في عش جديد" آمناً غدر الزمان مؤمناً مستقبله وتاركاً زوجته الأولى تحلم ندما مؤبداً لطريق اختارته بنفسها، وفاز هو باختياره لزوجة أخرى تملأ البيت بالعيال وما أكثر بنات حواء في العالم اللائي يتمنين ظل الزوج فما بال ظل زوج وبيت واستقرار.