في حلقة الجمعة الماضية من برنامج الشيخ سلمان العودة شدني اتصال الشاب السعودي من الولاياتالمتحدة وهو يتحدث عن تجربته بترك الإسلام والبحث عن دين جديد يحقق له التوازن الفكري، ويبعده عن التناقض الذي شاهده في تصرفات المسلمين غير المتطابقة مع الإسلام كدين. ربما لحسن حظ هذا الشاب انه عرف الحق والحقيقة وعاد إلى صوابه، واستطاع محاورة نفسه وتغلب على شيطانه. المؤلم في الأمر ما ذكره ذلك الشاب عن الأعداد المتزايدة من تاركي الإسلام وهو ما أكده الشيخ سلمان بتواصله مع العديد من هؤلاء الشباب لمناقشتهم وتحديد مكامن الخلل. يقول المتصل: إن أغلب المتحولين كان تحولهم عبارة عن ردة فعل نتيجة بعض الآراء المتشددة من قبل بعض الدعاة هداهم الله وأسلوبهم التوعوي والدعوي الخاطئ. ما يحدث من تشنج في الخطاب الدعوي أمر غير مبرر ولم يأت به رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام الذي قدم للدنيا دروساً في كيفية انتشال الأمة من الظلال والغي إلى النور والهداية بأسلوب بتنا نفتقده للأسف. وماذا بعد..؟ إلى متى سنظل نهرول حول الحقيقة دون الوصول لها؟ لماذا نسلك الطرق الوعرة بينما هناك طرق سهلة نستطيع عبورها ؟ الدين معاملة يا عالم.. نعم الدين معاملات قبل أن يكون عبادات نقوم بها كروتين لمجرد أننا نشأنا على فعلها ترهيباً أو ترغيباً. من المسؤول عن أولئك الشباب الذي خلعوا دينهم فقط لأنهم وجدوا محيطاً يتعامل بعمق مع الإنسان وكرامته.وجدواً تطوراً وحضارة كان ينبغي أن تكون في بلدهم لأنهم مسلمون. يجب أن يتنبه الجميع لمسألة الدعوة والدعاة وطريقة ممارستهم لشعيرة مهمة حث عليها الله سبحانة وتعالى وقرنها بالموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن. كلي أسف لحال من ترك دينه ليبدأ رحلة البحث عن دين يجد فيه الحوار المتزن المبني على أسس منطقية تقرب لا تنفر وكأنه يبحث عن مجهول غريب الملامح.. كلي أسف لأن الوطن يبعث أبناءه خارج الحدود ليحصدوا العلم فيعود الشاب منهم محملاً بفكر أثرت فيه الصدمة الحضارية من ناحية، ومن ناحية أخرى مبدأ كره الآخر الذي غرسه فينا بعض مروجي فكر (الأسلمة) ونبذ التطور بحجة المد الغربي وهدم القيم. قد تهون كل المصائب التي من الممكن أن تخطر على بال بشر سوى مصيبة انسلاخ المرء من إسلامه.. وعلى الجميع أن يقرع ناقوس الخطر والاعتراف بوجود هذه الظاهرة بدل الهروب من مواجهتها. ختاما أدعو علماءنا ومشايخنا الكرام أن يخففوا من حدة الخطاب وأن يتجهوا للاعتدال في طرحهم والبحث عن القضايا التي تمس الإنسان كإنسان يستحق العيش بسلام دون النظر للهيئة والدخول في النوايا. [email protected]