المحطة الأولى: لا يوجد بلد في العالم أجمع أغلى من بلادي، وهذه حقيقة يعرفها المسلمون بدون استثناء، وتلك حقيقة لا يمكن إنكارها بأية حال من الأحوال، وكيف لا تكون غالية وهي تضم بين جنباتها الحرمين الشريفين قبلة المسلمين، ومهبط الوحي، ومنبع الرسالة، وكذلك المشاعر المقدسة في عرفات ومنى ومزدلفة ففي مكة في كل ركن وزاوية لها تاريخ وأحداث جسام مع سيد البشر وصحبه الكرام. فهي من أحب الأماكن إلى الله ورسوله، ويهفو إليها الملايين من المسلمين من أنحاء العالم أجمع لأداء الحج والعمرة. قال تعالى (واذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معدودات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام).كما أن بلادي تضم المدينةالمنورة، والتي بها مسجد نبيه الشريف المصطفى عليه الصلاة والسلام، والتي منها انتشر الإسلام في أنحاء المعمورة،فوصل للهند والسند والصين والأندلس ومن هنا نجد أن لبلادنا خصوصية مميّزة عن غيرها من الدول العربية والإسلامية، ويخطئ مَن يقول غير ذلك. فلقد شرّف الله حكامنا في هذا البلد منذ أن وحدت الجزيرة العربية على يد المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز، مرورًا بأبنائه البررة: سعود، وفيصل، وخالد، وفهد -رحمهم الله- حتى جاء عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذهبي الذي شهدت فيه مكة أكبر توسعة للحرمين الشريفين، فمنذ أن تولّى -حفظه الله- الحكم وهو ينفق المليارات على مشاريع مكة، وحرمها الشريف، ومشاعرها المقدسة، فلا أعتقد أن مدينة في العالم ينفق عليها كما يُنفق على مكةوالمدينة -شرفهما الله- ففي مكة الكثير من المشاريع الضخمة، كمشروع توسعة الحرم من الناحية الشمالية، ومشروع تكييف الحرم، ومشروع توسعة الجمرات، ومشروع قطار المشاعر المقدسة الذي يربط بين عرفات ومنى ومزدلفة، ومشروع قطار الحرمين الذي سيربط مطار جدةبمكةالمكرمة لنقل الحجاج فور وصولهم لمكة، وغيرها الكثير من المشاريع الجاري تنفيذها زادت تكاليفها عن المئة مليار من الريالات. آخر هذه المشاريع الضخمة صدر الأمر السامي الكريم من قائد هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الخاص بدراسة إنشاء المدينة السكنية التي ستستوعب مليونًا ونصف مليون حاج، تقع شمال منى، قُدّرت تكاليفها بثلاثين مليارًا من الريالات، وجميعها مشاريع خير وبركة، هدفها تيسير أمور المسلمين في حجهم وعمرتهم وزيارتهم.لأطهر وأغلى وأقدس بقاع المعمورة مكةالمكرمة المكي الشريف ونحن كسعوديين وكشعب شرفنا الله أن نكون مجاورين للبيتين وفي نفس الوقت خدام له نسعى لخدمة ضيوف الرحمن بكل ما أوتينا من قوة وجهد. المحطة الثانية: عندما تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في هذه البلاد قبل خمس سنوات حمل حفظه الله على عاتقه الاهتمام بالعلم والعلماء لمعرفته باننا نعيش عصر العلوم والمعارف والتي تقوم عليها نهضة الامم فاهتم به اهتماماً منقطع النظير فلقب حفظه الله بنصير العلم والعلماء والامثلة على هذا الاهتمام كثيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: 1 - انشاء مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام بتكلفة مالية كبيرة بلغت عشرة مليارات من الريالات وهو مبلغ يعادل ميزانية دول . 2/زاد عدد الجامعات من تسعة جامعات الى واحد وعشرين جامعة انتشرت في معظم مدن ومحافظة المملكة. 3/ انشاء جامعة الملك عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا في رابغ بكلفة مالية بلغت عشرة مليارات من الريالات لتكون اكبر وافضل جامعة في الشرق الاوسط تهدف لتخريج جيل من العلماء يساهم في اللحاق بالعالم الاول. 4 - فتح باب الابتعاث للخارج للطلاب والطالبات حتى وصل العدد خلال الخمس سنوات الاخيرة مئة الف طالب وطالبة تم ابتعاثهم للعديد من الدول المتقدمة كأمريكا واليابان واوروبا وماليزيا وغيرها وذلك للاستفادة من خبرات هذه الدول ونقل التكنولوجيا منهم لتخريج كوادر قادرة ان شاء الله على المساهمة في ركب التنمية.وما يحز في نفسي ويثير استغرابي ويستفزني هي الرسوم التي تفرضها وزارة التعليم العالي على طلاب وطالبات الانتساب للجامعات والمقدرة بمبلغ ثلاثة آلاف ريال للترم وستة الاف ريال للسنة وهذا المبلغ يشتكي منه الكثير لانه يحملهم اعباء مالية لا يقدرون على سدادها بصفة منتظمة فعليهم التزامات اسرية متعددة وقد يكون المبلغ عائقاً لتكملة دراستهم الجامعية خاصة وانهم من صغار الموظفين ومن ذوي الدخول الضعيفة والتي قد تؤثر هذه الرسوم على مستواهم المعيشي فهدفهم من هذه الشهادة تحسين وضعهم الوظيفي والاجتماعي وتوسيع مداركهم والغريب في ذلك ان الانتساب، لا يكلف جامعاتنا كما هو الحال لطلاب الانتظام الذين يدفع لهم مكافأة شهرية منتظمة وقد يتحملون سكناهم اذا كانوا من خارج المدينة فيا حبذا لو اعادت وزارة التعليم العالي دراسة إلغاء الرسوم المطلوبة لطلبة الانتساب خاصة وانها في السنوات السابقة كانت مجانا ودون مقابل فالكثير منهم ينتظر تحقيق هذا الحلم فهم من ابناء هذا البلد حرموا من تكملة دراستهم الجامعية لظروفهم الخاصة.فهل يتحقق هذا الحلم يا معالي وزير التعليم العالي؟ المحطة الاخيرة عندما حلت أزمة الغلاء العالم وقبل ثلاث سنوات وارتفعت اسعار السلع بجميع اصنافها الضرورية والكمالية بنسب عالية جدا وصلت لبعض السلع الى مئة بالمائة مما اثر ذلك على القوة الشرائية للمواطنين وقلت دخولهم واصبحت رواتب الموظفين والمتقاعدين ومخصصات الضمان الاجتماعي ضعيفة جدا نتيجة هذا الغلاء الفاحش بسبب الغلاء العالمي مضافا اليه جشع بعض التجار لدينا الذين يستغلون ظروف المواطنين وضعف الرقابة لدى وزارة التجارة فقد تحمل الكثير منهم الكثير من الديون خاصة وان منهم من خرج بخسائر فاحشة من سوق الاسهم بسبب هبوط الاسهم والبعض فقد كل ما يملك من مال واصبح على الحديدة كما يقولون.ولم يترك خادم الحرمين الشريفين الامور على حالها احساسا بمعاناة شعبه وهب لمساعدة ابناء شعبه فأصدر العديد من الاوامر السامية الكريمة التي تصب في مصلحتهم نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: 1 - زيادة رواتب الموظفين في القطاع الحكومي بنسبة 15 بحيث تكون 5 سنويا وسميت بند غلاء المعيشة. 2 زيادة رواتب المتقاعدين بنفس النسبة. 3 - زيادة مخصصات الضمان الاجتماعي بنفس النسبة ايضا. فكانت هذه الزيادات لهذه الفئات بردا سلاما وبلسماً شافيا لهم في مواجهة الغلاء اعانتهم كثيرا في توفير الكثير من احتياجاتهم. فدعوا بأن يحفظ الله ملك الانسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويمده بالصحة والعافية وطول العمر.والآن وبعد مرور الثلاث سنوات ونحن نعيش في عامها الاخير يضع الكثير من هذه الفئات اياديهم على قلوبهم خوفا من ان تقوم وزارة المالية بحذف بدل مكافحة الغلاء من رواتب الموظفين والمتقاعدين ومخصصات الضمان الاجتماعي فتعود المعاناة من داء الغلاء الى ما كانت عليه خاصة وانه ما زال مستمرا حتى وقتنا الحاضر ولم ينته بل ازداد شراسة.وتأمل هذه الفئة وانا احدهم في الله ثم في مليكنا المحبوب نصير الفقراء وصاحب القلب الكبير بأن يصدر اوامره السامية الكريمة بتثبيت بند الغلاء في رواتب الموظفين والمتقاعدين ومخصصات الضمان الاجتماعي وان يتم العمل بصفة مستمرة وندعو الله ان يكون ذلك في ميزان حسناتك يا ملكنا يا ملك العرب يا حامي ديار المسلمين فقد اعان هذا البند الكثير في توفير احتياجاتهم دون ان يحتاجوا لاحد. فاكس 5426713