هذا التفسير للقرآن الكريم، وضعه رائد من رواد الفكر الإسلامي ومفكر من رواد النهضة الإسلامية في العصر الحديث. ذلكم هو الاستاذ محمد فريد وجدي الذي ولد في الإسكندرية سنة 1295 ه / 1878 م، وتوفي في القاهرة سنة 1373 ه / 1954 م . وهذه الفترة من الزمان وبالذات في مصر شهدت نهضة علمية وأدبية وثقافية لم تخص مصر بمفردها بل عمت العالم الإسلامي على وجه عام. حيث برزت العلوم والآداب والفنون في عز نهضتها الفكرية والمعرفية والثقافية. في هذا الجو المعنوي والفكري كتب محمد فريد وجدي تفسيره "المصحف المفسر"، مستمداً من أقوال أهل السنة وأقطاب المفسرين وتوفيةً لحاجة أهل هذا العصر. يقول المفسر وجدي: " أما بعد فإني حوالي سنة 1323 ه حاولت أن أقرأ القرآن قراءة تدبر وفهم .. فأعوزني أن أجد من التفاسير ما يبلغني أمنيتي من أقرب الطرق وأسهلها.. وكان مرادي تفسيراً يعطي لألفاظ العربية حقها من البيان .. مع بيان أسباب نزول الآيات ليتجلى للقارئ المعنى بكل جلاله فأخذت أضع تفسيرا لنفسي، وشرعت أكتبه على هامش مصحف لأتخذه عمدة في تلاواتي للقرآن الكريم وقبل أن أتمه أدركت أن هذا العمل طُلبة كل تالٍ للقرآن العظيم، فرأيت أن أتم ذلك التفسير وأطبعه، ليعم انتشاره ففعلت" إ . ه حقاً إنه تفسير ميسر موضوعي الفكرة والهدف والتركيز على مفهوم معاني آيات الله وسوره الكريمة. ببيان فصيح وكلمات بليغة، وأفكار حميدة، جزى الله الكريم مؤلف هذا التفسير خير الجزاء وعم بنفعه طلبة العلم والمعرفة.