للوطن وللإنسان كل عام وانت الخير .. أبو الخيزران " يا ليل خلي الأسير تايكمل نواحوا راح يفيق الفجر ويرقرق جناحوا تا يتمرجح المشنوق في هبا رياحوا شمل الحبايب ضاع وتكسروا قداحو لا تظن دمعي خوف ، دمعي على وطاني وعا كمشة زغاليل بالبيت جوعاني مين راح يطعمها بعدي؟ " من منا لم تمر عليه ابيات شعبية مثل هذه التي خلفها مناضل فلسطيني مجهول ينتظر تنفيذ قرار شنقه في صباح يوم من أيام عام 1936؟ واين هو العربي الذي نضج وعيه السياسي وتبلورت نظرته الى نفسه، والى مستقبل ايامه، وتكون وجدانه بمنأى عن القضية الفلسطينية وتداعياتها وهمومها واشجانها؟ قلة تلك التي تستطيع ان تسمع سميح قاسم ينشد دون ان يمس شغاف أعماقها " ربما تسلبني اخر شبر من ترابي ربما تطعم للسجن شبابي ربما تسطو على ميراث جدي ربما تحرق اشعاري وكتبي ربما تطعم لحمي للكلاب ربما تبقى على قريتنا كابوس رعب ياعدو الشمس لكن لن اساوم والى آخر نبض في عروقي سأقاوم .. " او تنسى " ابو الخيزران " احد رجال غسان كنفاني في " رجال في الشمس " ابو الخيزران الذي فقد رجولته عندما انفجرت فيه احدى قنابل العدو فعاش هذا الذل يوما بعد يوم، وساعة اثر ساعة، مضغه مع كبريائه .. سنوات طوال وهو يحاول ان يقبل الأمور، ولكن اية امور، ان يعترف ببساطة بأنه قد ضيع رجولته في سبيل الوطن؟ . يسير الانسان العربي .. الفرد .. المواطن .. في " ساقيته " اليومية يبحث عن كسرة خبز، عن لقمة عيش، عن نجاح جديد، يأكل ، ينام ، يعمل ويمارس الحياة وشبح اسرائيل وتاريخ اسرائيل وقنابل اسرائيل وجنود اسرائيل وظل اسرائيل يلاحقه على مائدته، وسريره، ومكتبه ولا يتيح له الا ان يتعامل معه العربي قبل الغرب مقياسا، واسرائيل هي النموذج الذي يجمع كل خصائص ذلك الغرب التاريخية والفلسفية والثقافية والسياسية، اذن لا مفر ان يكون المقياس اسرائيل ... حتى اخره كتب ذلك استاذنا معالي السيد اياد امين مدني قبل عقد او اكثر .. هل تغير شيء؟ الفلسطينيون في حال اقتتال، تغيرت ظروفهم ولكن بدون بوصلة، ومضى الوقت ولا زلنا وقوفا في الظل ! نقلت بتصرف من كتاب " سن زرافة " ما اعتقد انه الرؤية الشمولية ولم اكتب عن سن زرافة، لانني لا استطيع ان اصل الى قامته الثقافية والفكرية .. سيدي شكرا امتعني الكتاب في رمضان الماضي .. ليتنا نكون اوفياء لك ، واسلم لمحبيك. حكاية كل عام – شركات الطيران والعمرة أخلت بمواعيدها، اعيدوا قراءة التاريخ لسنوات خلت لا جديد نفس الإشكاليات، الطيران المدني هو المشكلة الحقيقية، معقولة كل الشركات غير ملتزمة؟ سيظل الحال ما لم نجد اوفياء لحقوق الوطن في عيون الآخرين.