الخبر الذي مر مرور الكرام ولم أجد من يقف عليه رغم خطورته، لأنه يعكس حال كثير من الجهات الحكومية والرقابة عليها، الخبر الذي نشر في جريدة الرياض يوم الجمعة 27 /8 /2010 والذي صّور كرتوناً لمواد غذائية مختوماً عليه بختم الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب اللبناني، ويحمل الكرتون بعض اللافتات الإنسانية التي تنم عن تواصل المجتمع السعودي وحكومته مع الشعب اللبناني وغيره من الشعوب"..السعودية.. مملكة الإنسانية.. معك يا لبنان"، ويقول الخبر بأن أمانة منطقة المدينةالمنورة ضبطت كميات كبيرة من المواد الغذائية المقدمة كهدية من مملكة الإنسانية لإغاثة الشعب اللبناني داخل أحد المستودعات التجارية بهدف تفريغها وإعادة عرضها للبيع في الأسواق التجارية,انتهى الخبر.. من أين أبدأ وماذا أقول،أخبار وأخبار تزيد من حالة الإحباط التي نعاني منها، كيف يكون ذلك ولدينا ملك عظيم، ملك الإصلاح، ملك الإنسانية، حامل راية القضاء على الفساد والفاسدين وصاحب شعار كائناً من كان، هذا الخبر وإن بدا بسيطاً في مظهره لكنه يحمل معاني كثيرة في طياته، هل استشرى الفساد في أجهزتنا لهذا الحد حتى وصلت أيديه إلى التبرعات وأعمال الخير وحملات الإغاثة، هل وصل بنا الحال لأن نأكل مال الصدقة ومال الأيتام الفقراء والمحتاجين هل بتنا بلا أخلاق بلا مبادئ ، هل هؤلاء اللاإنسانيون ينتمون لمملكة الإنسانية، الحكومة السعودية ساهمت وساعدت وتبرعت لكثير من الدول المحتاجة بمئات المليارات، هل يعني ذلك أنها سُرقت أو بعضها ولم تصل إلى محتاجيها ألم يكفِ بعضهم سرقة المال العام وسرقة المشاريع ، أين الأجهزة الرقابية من القيام بواجباتها، مواد غذائية لإغاثة الشعب اللبناني تباع في المدينةالمنورة، كيف ذلك ومن المسؤول، هل سلمت بالفعل إلى الحكومة اللبنانية ثم بيعت من مستودعاتها هناك وعادت مرة أخرى إلى المملكة، أم أنها في الأصل لم تغادر أرض المملكة ولم تصل إلى الشعب اللبناني، حكومتنا وشعبنا يساهم وينفق ويتبرع وثلة فاسدة هي التي تسرق وتبيع وتستولي على ما ليس لها، نتهم من ونحاسب من، لابد أن نعرف، ولابد أن يكشف عنهم" كائناً من كان" فلا يمكن أن تستمر أموالنا ومقدراتنا وثرواتنا عرضة للنهب والسلب والسرقة. فاكس 6602228 02