الناجحون المبدعون لا يكلون ولا يملون من ان يعطوا الحياة أجمل ما انتجوا عملاً جاداً متقناً، وفكرا ناضجاً مستنيراً، وفناً وأدباً مبدعاً جميلاً، هكذا هم، وهكذا خلقوا ولا يتوقفون عند نقيق الضفادع من الحساد الكارهين لكل جميل في هذه الحياة، وهذا احد الناجحين ودعناه، راحلاً جسده عنا قبل ما يزيد عن الشهر، حينما بلغ الخامسة والستين من اعوام عمره، المنتج صنوف الابداع، يذكرنا انه امضى تلك الأعوام وقد صدق في اجفان اعصار، ويخاطب نفسه: اما سئمت ارتحالا ايها الساري؟ ويذكرنا بفعل اعداء النجاح فيقول: أما مللت من الاسفار ما هدأت إلا وألقتك في وعثاء اسفار اما تعبت من الاعداء ما برحوا يحاورونك بالكبريت والنار ويأتينا جوابه سريعا: بل اكتفيت واضناني السُرى وشكا قلبي العناءَ ولكن تلك اقداري ويخاطب رفيقة دربه زوجه الصابرة فيقول: وإن مضيت فقولي: لم يكن بطلاً لكنه لم يقبل جبهة العار ويخاطب بلاده بعد أن وهبها عمره كله: ويا بلادا نذرت العمرّ زهرته لعزها دُمتِ إني حان ابحاري وأبحر شاعرنا الوزير الدكتور غازي القصيبي للقيا من أحب لقاءه فقال: يا عالم الغيب ذنبي انت تعرفه وأنت تعلم إعلاني واسراري وانت ادرى بإيمان مننت به على ما خدشتْهُ كل اوزاري وهكذا مضى شاعرنا، وهو اليوم بإذن الله في احسن حال، عند من ارتجى عفوه وهو غفار ولم يعنه ولا يعنينا ما ردده بعد وفاته من استمرأوا القبح فحسدوا فانتج جسده حقدا أكل منهم القلوب فمرضت فهلا تابوا ليغفر الله لهم هو ما نرجو والله ولي التوفيق. ص.ب: 35485 جدة: 21488 فاكس: 6407043