لقد حملت أمانة خدمة المواطن وهي أمانة خطيرة تنوء بها الجبال الرواسي ولكن خطرها تحوطه روعة ويحفه جلال يتأسى به من يعرف الواجب في خدمة المواطن في هذا البلد ويصبو إلى حسن القيام به .. فالتمس أيها الابن عون بارئ الكائنات الذي يعلم السر وأخفى واستلهمه كما تستلهم صواب الرأي وطمأنينة اليقين.إنني أشعر اليوم بعبء مضاعف الاثقال قد حملته أنت عبء الأمين على مصلحة المواطن .. ولاشك فإنك قد لامست ما يعانيه شباب هذه المملكة في البحث عن العمل .. فأكثر الجهد لهم حتى يطمئنوا الى ما به يقضون.لقد ناداك هذا الواجب من أول لحظته توليت عبء هذه الوزارة فلبيت أنت نداء خادم الحرمين الشريفين ..وأعلم أنك ستسير فيما تم توجيه الملك الكريم لمصلحة شباب المملكة وشيوخها. فأرجو أن يكون رائد المواطن في ذلك لم يغب وبغيته منه لم تفت والرضا عنه لم يُضن به فأجعل رائدك أن تكون أول من يحقق غاية المواطن .. محوطاً بكل ما تلبسه عن ثوب ويكسبك مميزات وزينة .. فأقسم للمواطن ما وسعك الافساح له . وهيء له في أولى خطواتك في هذه الوزارة بما ينفع هذا المواطن ويرعى مصلحته وتذكر ان ذلك يزيد في ثقة المواطن فيك لأن لكل سائل قرارا. كان هذا رأيي أما بغيتي فقد رغبت أن اسعف خلجات نفسي وخطرات قلبي أن يوفقكم الله في عملكم الجديد .. أما رضاكم فأمل أن يكون مظهره كلمة الحق التي لابد أنكم قائلوها اليوم أو غداً .. أليس الصبح بقريب..لاشك أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تسعى لتحقيق الرفاهية لشباب المملكة ولا ترضى بالدون من العيش وما يؤدي الى الجرأة على الله بالذنوب والآثام. نحن في نهضتنا في عصر نتفيأ ظلالها.. بل نحن نغرس لنجني .. لهذا نحرص الحرص كله على ان نحوط آمالنا وأعمالنا بسياج من الجد والحزم يمنعنا من إعطاء الفرصة لغير المواطن والمتخلف في هذا الوطن العزيز فضع أيها الابن العزيز سياجاً بما يمليه عليك العقل السليم الناضج والرغبة الصادقة في خير الوطن وأرجو من بيده خزائن الأرض والسماوات وسلة طيب المكاسب تجده قريباً منك ولك مجيباً. مكة المكرمة