تزخر العديد من المساجد والجوامع في مناطق المملكة المختلفة بالدورات العلمية، والمحاضرات، والندوات لأصحاب الفضيلة أعضاء هيئة كبار العلماء، والمشايخ، وطلبة العلم، وبعض المتخصصين من الدعاة، وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات، وهؤلاء يشكرون على هذا الصنيع من الله، ولهم السمعة الحسنة في نشر الفضيلة، والذكر الحسن في توعية الناس، وتعليمهم الدين، والخلق، والوسطية، ومن قبل هذا الدروس العلمية المستمرة في المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والتي لا تكاد تنقطع ليلاً ونهاراً، وتزيد في المواسم، وخاصة خلال شهر رمضان المبارك، وأشهر الحج. وكانت ومازالت الإذاعة والتلفاز ينقلان للمستمعين والمشاهدين بعضاً من الدروس العلمية في المسجد الحرام والمسجد النبوي، مما كان لها الأثر الكبير في تعليم الناس، وتثقيفهم وهم في بيوتهم، ثم دخلت بعض القنوات الفضائية فنقلت دروس الحرمين مع المحاضرات والدروس المقامة في المساجد، فعم الخير وانتشر، وأصبح وأمسى المستمع والمشاهد يتابع هذه المناشط، والأعمال الدعوية في أي مكان. ومع استخدام التقنية الحديثة عبر الوسائط الإلكترونية، والحاسب الآلي، والإنترنت، زادت سعة الانتشار، واستفادت بعض المساجد من هذه التقنية بإنشاء مواقع لها على الشبكة العنكبوتية، فقامت بنقل وقائع المحاضرات، والندوات على الهواء مباشرة بالصوت والصورة، مع حفظها على الموقع، وإمكانية نسخها، والاستماع إليها، أو مشاهدتها في وقت آخر، أو نقلها إلى مواقع أخرى، فأمكن لمن هو في الصين شرقاً، أو البرازيل والأرجنتين غرباً، الاستفادة من هذه الدروس والمحاضرات، كمن هو في الرياض ومكة والمدينة، وسائر المدن الأخرى، وهمُّ هؤلاء الدعاة والعلماء التحذير من التكفير والتفجير. ولقد أسهمت هذه الدورات والمحاضرات في إحياء رسالة المسجد، ليس في بلادنا وحدها، بل إلى مساجد أخرى، حيث إن المساجد والمراكز الإسلامية تنقل بعض الدروس والمحاضرات تزامناً إلى المستمعين في أوروبا وأمريكا ودول المشرق، ويشارك المستمعون لهذه المحاضرات في الخارج بالتفاعل، والسؤال، والنقاش، وكأنهم بين صفوف الحضور، وأمام المحاضر، ولم تعد الحاجة قائمة لشد الرحال، ولا لركوب الإبل، والسيارات، ولا البواخر، ولا الطائرات، وكل ما في الأمر إشارة ولمسة على "الماوس" في المكتب أو المنزل أو في المسجد، ويصبح في المتناول الاستماع والتعلم. وإذا كانت بعض المساجد تزف البشرى للمصلين بإقامة دورات علمية، ومحاضرات في نفس المدينة داخل المملكة، فإن هذا الإعلان أصبح يظهر كما هو في المساجد والمراكز الإسلامية، فأصبحت هذه المساجد في لندن، وروما، وبعض الولايات، تعلن عن نقل دروس علمية ومحاضرات مباشرة، بل وينتظم بعض الرجال والنساء في الاستماع والاستفادة والمشاركة في الدورات العلمية والدعوية في نشر الإسلام، وتوعية الشباب من التبشير، والتنصير، والتشدد، والتنطع. خاتمة: سؤال أرفعه مع خالص التحية والتقدير لمعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة: لقد كانت مبادرتكم بالإعلان عن قناتي القرآن والسنة بادرة مهمة، فهل يتم تفعيل هاتين القناتين بنقل بعض المحاضرات والدروس والخطب؟ وكان الله في عونكم.