عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الرحمن أل سعود الذى كفانا فخرا بأعماله البيضاء وحب الخير للجميع ومع أن الشقة بعيدة بين الدول العربية والإسلامية وتناثر القضايا فى أحضان فكرية مختلفة لكن الإرادة الخيرة عملت عمائلها وجاءت بمنطق لا أقول عجز عنه كبراء السياسة فحسب بل عجزوا عن تفسيره وراح اللغط يطفوا على مائه النتنة كل ذلك ليس مدار نقاشنا هنا فقافلة الخير تسير وكلاب المستعمر وأعوانه تنبح ولا ضير علينا إن قلناها بجداره إن السياسة الأصيلة البانية انطلقت من هنا من ارض الحرمين واحتضنها رجال نصروا الله فنصرهم وثبت أقدامهم أيضا هذا المنحى لا حاجة لنا فى الخوض فيه لتكراره على جميع المسامع . بلاد الشام هي الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين هكذا منطق تاريخنا و تراثنا ووثائقنا القديمة والجديدة تقول إذن لماذا كتب عليها الدهر أن تبقى ملتهبة قد تكون هناك أسباب عديدة لا حاجة لذكرها لأن أصابع الاتهام مركزة نحو خاصرتها ونحرها هنا هو فلسطينالمحتلة ومن هنا انطلق السيل الجارف ليغزو منخفضاتها ويتمدد إلى مرتفعاتها هذا هو ديدن الأعداء فى كل زمان ومكان لذا وجدنا المسيرة الإصلاحية التى انطلق بها خادم الحرمين أخذت البياني من أعلاه ثم المتوسط ثم المنخفض ثم الأعلى مرة أخرى لينطلق من ذاك الاستقرار التوافقي الجزئي وعندما نقول الجزئي نعنى أن الطريق المسدودة شارفت على الانفراج والسياسي المحنك عندما يدرك وتيرة لا يبحث فيها إلا بعد الإلمام الكامل بجميع أطرافها ولنرى من أطراف اللعبة السياسية ماذا عملت المكوكية مع هذا البطل السعودي المغوار ليكون الناتج رضاء تاما لجميع الأطراف . هناك فى منطوق السياسة أمر قد يجهله الدارسون وفى نهاية المطاف نرى التخبط يغزو النتائج والضرب فى الحواصل يكون الخسران ونادرا ما ينجح الغارقون فى هذه الأوحال لكن الويل كل الويل إن نجحوا ولا نريد تسمية احد بعينه حتى لا نقع فى الإحراج لكن دلائل ما نقول تبرزهم من مجتمعاتهم أو محيطهم العام ولنعد إلى قضيتنا الأساس فهي المفصل الشامخ بين الغرب والشرق وبين العرب والعجم مما زاد ذلك فى تعقيداتها وأصبحت مشاعا للسلب والنهب والمزايدات وكل دولة من خارج السرب تريد الذيوع لمجدها الغابر حضرت المزايدات بوجه طلق يريد الخير كل الخير لأهل المنطقة قاطبة لكن إن دققنا فى سلوكية هذا الجهبذ نجدها تقتصر على مصلحته ومصلحة دولته وبعدهما الطوفان ولسذاجة الأغلبية الساحقة نجدهم يجرون خلفه ثم تأتى الأبواق المشبوهة لتنفض عن أدرانها الغبار وتنسبه إلى الزعماء العرب وهنا الفت الانتباه إن مثل هذه الأبواق إن استمرت ستقوض المجهود السياسي العربي وتزيد الصهيونية قوة على قوتها. دعونا يا قوم نعمل بصمت فالعدو جبان لكن يستمد شجاعته من ضعفنا السياسي أولا ثم من تفرقنا ثانيا ثم من بعدنا عن ديننا ثالثا ووالله لو أدركنا هذه النقاط الثلاث التى توج بها عبدالله بن عبدالعزيز مجهوده التصالحى لكنا على قلب رجل واحد إن الصهاينة الذين سلكوا مسلك الشجاع فينا للأسباب المذكورة سابقا ليخافون هذا التآلف. إن أهم ما يهمنا فى ذلك هو تسجيل هذا الظلم الذى تتعرض له المنطقة العربية فى ذاكرتهم أولا ومن ثم فى ذاكرة التاريخ هذا المجتمع نفسه هو الذى اسقط التميز العنصري فى جنوب أفريقيا وهو نفسه ان شاء الله الذى سيسقط العنصرية الصهيونية. نعم هناك شواهد عديدة على تمادى الصهيونية فهي لم تكتفي بالعنصرية بل تعدت هذا بكثير لدرجة ارتكاب الأعمال الظالمة من قتل وسلب ونهب وتعدى على أراضى وممتلكات الفلسطينيين ودول الجوار ولقد رأيت منظرا اسائنى بل وابكانى فبعد أن سرق الصهاينة أراضى ومنازل الفلسطينيين جاء احدهم ومعه ابنه الذى لا يتجاوز السنة الخامسة واخذ يجادلهم فقبضوا عليه وابنه يصرخ أريد أبى فقذفوا به إلى الأرض بوحشية واخذوا أباه عنوة وذهبوا به وقد علمنا مؤخرا أن هذا الطفل قد قتلوا جميع أقاربه ولم يبقى له بعد الله إلا أباه الذى أخذه الصهاينة إلى جهة غير معلومة تخيلوا أيها الأحبة لو أن هذا الطفل ابنك أو ابني وهو كذلك فى الدين. انه إرهاب دولة منظم تقوده الصهيونية بشتى أعمال الرذيلة