مما لا شك فيه أن موضوع البطالة موضوع خطير يمس امن المجتمع بجميع انشطته سواء كانت اقتصادية او اجتماعية او صحية او تعليمية. فلو نظرنا لها من الناحية الاجتماية فإن البطالة في كل المجتمعات سبب رئيس لانحراف بعض الشباب وضياعه نتيجة الفراغ الكبير الذي يعيشه ووجود طاقات كبيرة يرغب استثمارها في العمل الذي يفتقده لفترات طويلة بعد تخرجه تصل للاسف سنوات هي من عمر الشباب ضائعة مما يكون سببا لوقوعه في دائرة الفقر واعتماده على والده في تلبية احتياجاته من مأكل وملبس ومشرب وتوفير ما يحتاجه من ضروريات الحياة وكمالياتها وقد لا يستطيع والده توفيرها فيلجأ لاساليب ملتوية من سرقة او المتاجرة بالمخدرات او الانضمام لجماعات التكفير التي تستغل مثل هذه الظروف السيئة التي يعيشها الشباب فيتم سحبه لأماكن الشبهات التي تكون سببا في دخوله السجن ضياع مستقبله واحلامه التي كان يحلم بها. اما آثار البطالة الاقتصادية فهي كبيرة على المجتمع تتمثل في الخسارة التعليمية في تعليم هؤلاء الشباب والاعداد الكبيرة التي تخرجت الذين صرفت عليهم الدولة المليارات من الريالات خلال مراحل تعليميهم حتى مرحلة تخرجهم من المراحل الجامعية او الثانوية ثم تلقي بهم هذه الجامعات والمدارس في الشوارع دون وجود وظائف تشغر اوقاتهم، الشباب انفسهم طاقة معطلة كان من الممكن للبلد الاستفادة منهم ومن قدراتهم ومواهبهم وشهاداتهم التي حصلوا عليها في المشاركة في بناء المجتمع وتنميته. اما آثارها الصحية فهي من اكثر الاشياء خطورة على المجتمع من حيث اصابة الكثير منهم بالاحباط والعزلة عن المجتمع والانطوائية نتيجة احساس الشباب بأنه عضو غير صالح في المجتمع لا يساهم في بنائه وغير مقدر من المجتمع وان تعبه طيلة فترة دراسته لم تجد نفعا ولم يؤهله تعبه وشهاداته التي حصل عليها في الحصول على الوظيفة المناسبة التي تكفل له حياة كريمة تعينه على الزواج وتكوين اسرة صالحة تثمر له عن ذرية صالحة من الأبناء والبنات. وقد يكون هذا الاحباط والانطوائية ليصل إلى درجة عالية من الاحباط التي تكون سببا رئيسيا في انتحاره فيضيع شباب من شباب المجتمع كان من الممكن حمايته من نفسه السيئة لو اننا وفرنا له العمل المناسب الذي كان يحلم به عند تخرجه فوجد جميع الابواب مقفلة في وجهه فيندب حظه الردئ الذي اطاح باحلامه وآماله. فهل يعقل يا سادتي ان يتخرج الطالب من جامعته اومعهده او مدرسته الثانوية ويجلس في بيته منتظرا العمل ولسنوات طويلة عاطل عن العمل وتضيع معه احلامه وخططه التي بناها حينما كان في مقاعد الدراسة؟ وهل من المعقول ان تصبح الشهادة الجامعية او المهنية لا قيمة لها في زمن كانت لها مفعولها السحري في الحصول على الوظيفة التي يريدها بالراتب الذي يريده؟ هل ذهب من حياتنا ذلك الزمن الجميل وقبل ربع قرن بالتحديد حينما كان الجامعي يتخرج فيحاول الجميع استقطابه من اجهزة حكومية أو شركات أو مؤسسات؟ استفسارات لا نهاية لها من المسؤول عما آلت إليه الامور من صعوبة حصول شبابنا وابنائنا في الحصول على وظائف تكفل لهم مذلة السؤال؟ فمنذ عشرين عاما ظهرت هذه البطالة الملعونة وازدادت خلال العشرة السنوات الأخيرة وتافقمت وزاد اعدادها من الجنسين واصبح الشاب لا يستطيع الحصول على الوظيفة حتى بالواسطة في ظل ظهور التسجيل بالنت. فقد لاحظنا كيف اقفل القطاع الحكومي ابوابه امام هؤلاء الشباب بدواعي تضخم هذا القطاع بالرغم من تطوره واتساعه عجز الكثير من هذه الاجهزة في اداء دورها على الشكل المطلوب. بينما نجد القطاع الخاص يضع الكثير من العراقيل في وجه شبابنا وشاباتنا مرة بعدم كفاءة الشباب السعودي وقدرته على العمل ومرة باشتراط شرطين لا يمكن ان تتوفر فيه اولا الخبرة وثانيها اللغة الانجليزية تحدثا وكتابة وهي لا يمكن ان توجد في واحد منهم اضافة الى الرواتب الضعيفة التي تعطيها هذه الشركات والمؤسسات لهم اضافة لساعات العمل الطويلة التي تصل لتسعة ساعات مع اجازة يوم واحد فقط. مما يشكل ضغوط على الشباب في القطاع الخاص. ومن المؤلم والمؤسف اكثر ان معدلات البطالة زادت عن السنوات الماضية في ظل ازدياد العمالة الاجنبية في منشآت القطاع الاص. فالشباب امانة في اعناقنا يلزم ان نحافظ عليهم من الضياع باشغالهم بالعمل الصالح المناسب لشهاداتهم وقدراتهم وحتى لا ينجرفوا في طرق الغواية ونسمع اشياء سيئة عنهم. فاكس: 5426713