تمر الأيام والليالي ولا نكاد نشعر بالزمن يمر بنا مروراً متسارعاً ومتحركاً نحو الغد.ونحن سادرون في حياتنا المادية والمعنوية سواء. وكأن الأمر لا يعني أحداً كبيراً كان أم صغيراً.وبهذا الشكل من الوقت يضيع علينا زمنٌ كثير ومديد.لأن داخل كل منا أموراً صغيرة أو كبيرة لا نكاد نحصيها ونحن نعيش الحياة اليومية.فهل يعود ذلك أيها الإخوة إلى أنفسنا أم إلى الزمن نفسه. وقد يردد بعضنا قول القائل: نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيبٌ سوانا وقد صدق هذا القائل وهو يؤنب المجتمع البشري الذي نحن جزء منه بما رميناه على الزمن من عيوبنا وأعمالنا الناشئة عن ارادة وكذلك يعود الأمر إلى من يعيش في محيطنا من الناس عامة والأهالي خاصة. إذ يتصرف بعضنا من الأعمال أو الأفعال بإنجاز سريع لا نكاد نشعر بالجهد عندما نعملها ويريد أكثرنا من وراء ذلك الطائل من المكاسب والعميق من النتائج. فكيف بالله نفعل حياتنا بهذا الشكل من الاسلوب الذي ترفضه الحياة نفسها! فالأسلوب الحياتي هو في الاستقامة والأمور تجري على فطرتها ولكننا نكلف الأيام فوق طاقتها من السرعة والحركة العشوائية والقائل يقول: ومكلف الأيام ضد طباعها متطلب في الماء جذوة نار وهذا ما يرفضه طبع الأشياء حتى لو حاولنا أن نتطبعه. وحتى لو أقمنا الدنيا وأقعدناها فليس يصح إلا الصحيح. وهكذا يجري الزمن بنا ونحن في ظل ذلك لا نكاد ننجز الإنجازات التي تتطلبها حياتنا.ويتطلبها كذلك من يعنينا من الأحياء. ولذلك علينا أن نبدل من اسلوبنا في تعاملنا مع الزمن بحيث نبدأه مبكرا وننهي عملنا كاملاً ثم نأخذ في نهايته على أن نبدأ في الغد في الوقت نفسه الذي تم بالأمس.وينبغي أن لا نسرف في مادياتنا ولنأخذ منها ما يكفينا في اليوم الواحد الذي يكفي بدايته إلى نهايته. ومن ثم نجعل الأمر في الصناعة والعمل والإنتاج نتاجر بموادنا وأشيائنا بالتي هي أحسن.وبذلك نكون قد تعاملنا مع الزمن تعاملاً عادلاً معتدلاً وأسلوبنا في ذلك معقول إلى حد كبير فيجري الزمن طبيعياً وفطرياً فلكياً وجوياً وعلى الأرض كلها.