قال لي أعز الاصدقاء.. سمعت آخر خبر ممكن يزعلك وكل من عرفه عن قرب وقلت له وقد بدأ القلق ينتانبي على عجل.. قلها وتوكل إن شاء الله على خير. اجاب بعد ان استعد بالكلام.. صديقنا السفير الانسان القطيش.. وسكت قلت له محرضاً.. خير عسى ماشر.. قل ايش عندك.. اقلقتني ياصاح. واطلق تصريحه والخبر.. سيغادر عمله الدبلوماسي في العروس (جدة) ومن عرف فيها .. للعمل مرة اخرى في دبي بدولة الاماراتالمتحدة كقنصل عام. قلت محتجاً وقد بدأ الخبر مزعجاً.. رغم ان هذا قدره ورجال السلك الدبلوماسي الاكفاء وعلى الطريقة العسكرية من خلال العمل في اكثر من موقع وجهة. تصدق رغم سنوات المعرفة الطويلة وعمله بيننا لم نكن نشعر به كغريب الدار او انساناً في مهمة رسمية .. فقد كان من نسيج الوطن وعظام رقة اهل البلد بعد ان اصبح منهم بتعامله واخلاقه وطيبته. وعدت بالذاكرة الى سنوات المعرفة واللقاء الاول لم اعد اعرف اليوم او التاريخ.. او أتذكره فكل ما بقي في الذاكرة الانسانية تعامله.. فقد كان صديقاً واخاً وانساناً بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى .. لم نكن نعامله بدرجة السفير الرسمية.. فقد ألغى بتعامله كل الحواجز والعادات والمناصب. كنت تراه في كل مناسبة شخصية في منازل كل المجتمع الجداوي ورجاله.. يذيب بكلامه كل الصعوبات وتشعر بأنك قريب منه او تربطك به صداقة عُمر وقرابة. في كل احتفالات ومناسبات جدة الشعبية والوطنية تجده بدون حراسة او بروتكول الخمس نجوم بين الناس في القنصلية والشارع والحياة الانسانية. فماذا يمكن ان نقول عنه.. لقد ترك وخط لنفسه في القلوب مكانة رفيعة.. والعديد ممن عرفه عن قرب يشعر بالحزن لفراقه وانتقاله الى موقع آخر في خليجنا الواحد. حتى في بلاد الفرنجة استحق الاحترام والاعجاب واعطى الوجه المشرق للدبلوماسية اليمنية الهادئة الرزينة الصادقة المشاعر والاهداف. لا أملك سوى التمنيات له بالمزيد من التوفيق والعطاء في حياته القادمة بالخير.. لقد استحق تقدير ولاة الامر في موطنه وكان خير سفير لوطنه الام (اليمن) في كل موقع يحل فيه ترحاله.. هنيئاً للأشقاء في الامارات العربية المتحدة بالسفير القنصل الجديد الذي انتقل من بلده الاول مكرر (السعودية واليمن) الى دبي جوهرة ولؤلؤة الخليج الجميلة .. وهنيئاً للاعزاء في القنصلية اليمنية هناك على هذه الهدية الانسانية التي ستزيد من روابط الاخاء والتضامن بين الاشقاء في الخليج الواحد مع ابناء التاريخ والاصالة في يمن الحضارة والوحدة. وياسعادة السفير الرائع "محمد القطيش" الذي احببناه ولازلنا ونكن له كل ثقة وصداقة ووفاء.. شكراً على ما قدمته وعلى هذه المحبة.. وستبقى في الذكريات ونباط القلب.