تكلمنا في الحلقة الماضية عن رحلات الروترآكت وهذه الرحلات عادة ماتكون مدتها ثلاثة أسابيع ويتكلف الطالب بمصاريف السفر والذهاب والعودة، ومصاريف الإقامة يتحملها النادي المضيف، والشروط التي يجب أن تتوفر في الطالب المشترك في الرحلات أن يكون حاملا للشهادة الثانوية العامة، وأن يكون سنه من 18 إلى 22 سنة، وأن يكون لديه إلمام بلغة البلد التي سوف يسافر إليها، وأن يكون ولي أمره مستعدا لاستضافة طالبة أو طالب في داره لنفس المدة التي سوف يقضيها ابنه خارج بلده. وقد حدث أن قامت مجموعة من الشباب الإسرائيلي بلغ عددهم 50 طالبا تحت رئاسة دفيد روزلين مدير العلاقات التربوية والعلمية في وزارة الخارجية الصهيونية حيث توجهوا إلى مصر لقضاء العطلة الصيفية هناك بين أعضاء الأسر المسلمة، كما استضاف الكيان الصهيوني مجموعة مماثلة من الشباب المسلم لقضاء الإجازة الصيفية بين الأسر الصهيونية، وقد اتفق على ذلك أثناء محادثات إسحق نافون في أواخر عام 1980 بهدف تطبيع العلاقات. ولكي تأخذ ترخيصا من الدول التي تريد إنشاء هذه النوادي فيها بأن تفهم هذه الدول بأن نشاطها ينحصر في تنمية الروح القيادية بين أفراد الشباب وكذلك غرس المثل العليا للأخلاق وبحث مشكلات المجتمع التعليمية والصحية، إلا أن هدفها الحقيقي هو إفساد الشباب المسلم أخلاقيا، وإبعاده عن دينه وعن عاداته وتقاليده، ونجدها عادة ماتستخدم الحفلات الغنائية الراقصة في إفساد الشباب، وتختار لهم عوائل لاتلتزم بالأخلاق الإسلامية حيث يقضون إجازاتهم الصيفية فيما بينهم، ونجد مثالا حيا على ذلك ماأقامه الروترآكت بالإسكندرية حفلا ساهرا في نادي اسبورتنغ أحيته الفرقة الموسيقية واستمر الحفل إلى بعد منتصف الليل وقد التقطت بعض الصور الخليعة لعضوات النادي، كما يقوم النادي بأنشطة تشجع الشباب على الانحراف الخلقي حيث تقوم برحلات سياحية وترفيهية منحرفة لكي تشغلهم عن القضايا المصيرية التي تهم أمتهم وفي مقدمتها قضية فلسطين. وللأسف الشديد إن قضية فلسطين لاتحظى باهتمام كبير في معظم الدول العربية والإسلامية إذ نجد أن معظم المقررات الدراسية في كثير من الدول العربية والإسلامية تكاد تكون خالية من ذكر قضية فلسطين في جميع المراحل الدراسية، وأن قضية فلسطين لايعرف عنها شيء إلا عن طريق الأخبار والقنوات الفضائية، إضافة إلى أن الماسونية والصهيونية واليهودية العالمية يعملون جاهدين في نشر هذه النوادي وخاصة بين دول الطوق لكي يفسدوا الشباب ويبعدوهم عن تفهم القضية الفلسطينية وإيجاد شباب روتاري لكي يصل إلى درجة المسئولية في بلده ثم يقوم بتنفيذ المخططات الماسونية والصهيونية الخطيرة. وقد انتشرت نوادي الروترآكت في الولاياتالمتحدةالأمريكية بتوجيه من الروتاري الدولي سنة 1961 ثم أخذت في الانتشار في جميع أنحاء العالم وعلى الأخص في فلسطين ومصر ودول الطوق الأخرى، وتهدف إلى السيطرة على العالم عن طريق القضاء على الأديان وغرس الأخلاق الفاسدة بين الشباب وتسخير بعض الشباب للتجسس على أوطانهم من الناحية الاقتصادية والعسكرية والسياسية والاجتماعية، وقد أصدر الأزهر فتوى بتاريخ 25 شعبان 1405 مفادها تحريم الانتساب لهذه النوادي على المسلمين وعلى الحكومات في هذه الدول إذا أرادت أن تحافظ على أمنها القومي وعلى أخلاق شبابها وشاباتها ومسئوليها أن تقفل هذه النوادي ولا تسمح لأي ناد منها بالعمل داخل الدول العربية أو الإسلامية، ذلك لأنها ماهي إلا أداة للصهيونية والماسونية واليهودية العالية من أجل تحقيق دولة إسرائيل العظمى من النيل إلى الفرات بشتى الوسائل، وعلى الحكومات العربية والإسلامية أن تعمل جاهدة في إزالة الخلافات فيما بينها لتكون وحدة يجمع بينهم اتحاد كالاتحاد الأوروبي، فأوروبا حتى وقت قريب كانت دولها تحارب بعضها بعضا واستطاعت أن تزيل هذه الخلافات مكونة اتحادا أوروبيا قويا يضاهي اتحاد الولاياتالمتحدة. فاليوم لايحترم إلا القوي، وديننا الحنيف يحثنا على التعاون فيما بيننا ذلك لأن اعتمادنا على الولاياتالمتحدة لحل مشاكلنا وقضايانا فهذا كالعطشان الذي يجري وراء السراب وذلك كما لمستم في المقالات السابقة أن وكر الصهيونية والماسونية وجميع أندية الروتاري بأنواعها هي في الولاياتالمتحدة، فالولاياتالمتحدة ماهي إلا حصن للصهيونية العالمية، وسوف تلمسون ذلك أيضا في الحلقات القادمة، وإذا أردتم أن تحلوا مشاكلكم أيها المسلمون فاعتمدوا على أنفسكم بعد الله واتحدوا وبعد ذلك يكون الفرج. وإلى اللقاء في الحلقة القادمة فاكس 8266752