يقول الناشطون إنّ التهديدات البيئية التي تواجه صحة النساء مهملة منذ زمن بعيد. هل العمل في صناعة تسيطر عليها الإناث يزيد من خطر إصابة المرأة بالمرض حتى لو كانت من الصناعات الخفيفة حيث يزيد الاستخدام المتصاعد للمواد الكيميائية الصناعية من خطر إصابة النساء بسرطان الثدي والسكري والعقم ومشاكل صحية أخرى. ويؤثّر التعرض لهذه المواد الكيميائية في الرحم على أطفال المرأة ويزيد خطر إصابتهم بالتوحد والتشوهات الخلقية والعجز في الانتباه والخلل في النشاط". هل التعرض المتزايد للمواد الكيميائية المنزلية والمألوفة يجعلها في وضع صحي متراجع بالنسبة إلى الرجل ؟ ويؤثر سرطان الثدي بامرأة واحدة من أصل ثماني نساء أميركيات ويقتل 12 في المئة من المرضى في خلال خمس سنوات من إصابتهن. ويولي الباحثون الذين ركّزوا في السابق على علاجه مزيداً من الاهتمام اليوم لمعرفة أسبابه. وعلى غرار المشاكل الصحية الملحّة الأخرى، من المحتمل أن يكون سبب سرطان الثدي مرتبطاً بالمواد الكيميائية السامة التي تلوّث التربة والهواء والمياه. وأنّ مادّة "البيسفينول آي"– التي وُجدت في الأكل ويمكن أن تتواجد في زجاجات الطفل والأقراص المضغوطة والتجهيزات الرياضية والأدوات الرياضية والأجهزة الإلكترونية في المنازل – قد تسبّب مشاكل صحية خطيرة. ووجدت بعض الدراسات السمّ في أجساد 93 في المئة من الفتيات المراهقات والنساء الأميركيات. ويساهم أيضاً في سنّ البلوغ المبكر بين الفتيات قبل سنتين من المعدّل الذي كان في الخمسينات وبالإصابة بسرطان الثدي الذي أصبح أكثر شيوعاً ب 90 في المئة ممّا كان عليه في خلال الخمسينات. وأعلنت أمريكا إنّها ستتوقف عن بيع الأغذية والمشروبات المعلّبة التي تحتوي على مادة "البيسفينول آي" في متاجرها في كندا و ستلغي هذه المنتجات تدريجياً في المتاجر الأميركية. ومع ضمان سحب المنتجات التي تتضمّن هذه المادة الكيميائية. ورغم أنّ مناصري الصحة يحيّون هذه الخطوات إلا أنّهم يحذّرون من أنّ مادّة "البيسفينول آي" ليست سوى مادة كيميائية واحدة من بين آلاف المواد الكيميائية التي يمكن أن تؤذي جسد المرأة. وتعاني النساء من عوارض النوبة القلبية التي تُعتبر أكثر اعتدالاً وعوارض تشبه أكثر عسر الهضم. ، وتعاني النساء مقارنة بالرجال من خطر الوفاة بسبب السرطان بنسبة أعلى بأربعة أضعاف من الرجال في حال كنّ من فئة المدّخنين. وهناك المئات من الدراسات حول المواد الكيميائية المستخدمة في مستحضرات التجميل التي تستعملها النساء بالمقام الأوّل وتشكل خطر على صحة المرأة ايضاً خاصة ان الكثير من هذه المستحضرات لا تعرف التركيبات الكيماوية لها, وإنّ الدراسات المتعلّقة بالصحة البيئية تفتقر إلى العاملين في صالونات تجميل الأظافر إذ تبلغ نسبة النساء ضمن هذه الفئة 95 في المئة. ورغم أنّ مادتي التوليوين والفورمالديهايد موجودتين في منتجات الرعاية بالأظافر ومرتبطتين بمشاكل السرطان والإنجاب – ورغم أن عدداً متزايداً من العاملات في الصالونات يعانين من عمليات إجاض تلقائية – إلا أنّ عدد الدراسات التي أُجريت على هؤلاء العاملين "منخفضة جداً". وقفة أيتها البيئة الخالدة في قلبي: يحتاج المجتمع عامة بكافة شرائحه لمراكز متخصصة في مجال التوعية البيئية الشاملة للاسرة والمجتمع فهل سنرى في القريب العاجل مثل هذه المراكز؟. أستاذ الكيمياء المشارك بجامعه ام القرى بمكة المكرمة مستشار الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة رئيس فرع جمعية البيئة السعودية بمكة المكرمة