انعقد منذ فترة ليست بالبعيدة ،كما قرات في الصحف المصرية ، اجتماع حاشد بنقابة الصحفيين ، لبحث مشكلة تلوث المياه وارتفاع سعر زجاجات الماء ، رغم وجود نهر النيل ، وكان الاجتماع حاشدا ، والجو صيفياً شديد الحرارة ، ولهذا استهلك المجتمعون ، كل زجاجات الماء المبرد بكافتيريا النقابة ، ثم مع ازدياد الطلب ونفاد الكمية، قام عمال الكافتيريا بملء الزجاجات الفارغة من ماء الحنفية مباشرة ، ثم قدموها بعد تبريدها ،على انها مياه معالجة بالاوزون ، ولم يستطع الصحفيون مع حرارة الجو ، وحرارة المناقشات ، التفريق بين مياه ايفيان ومياه الحنفية. والواقع ان ماقام به عمال الكفتيريا على نطاق ضيق ، تقوم به شركات عالمية كبرى ، على نطاق واسع في العديد من الدول. فقد ذكرت صحيفة المصرى اليوم بتاريخ 12 يوليوا 2009 ، نقلا عن تقرير لمنظمات رقابية امريكية، ان شركات عالمية كبرى تعمل في مجال بيع المياه المعباة لا تقدم المعلومات عن مصدر مياهها ، وان بعض هذه المياه يأتي من الصنابير العامة، وبعضها قد يكون غير آمن . واتذكر تحقيقا صحفيا بجريدة سعودية، قبل عدة سنوات ، بين ان كثيرا من المياه المعبأة الموجودة بالسوق ، غير آمنة ، وان مياه الحنفية افضل من كثير منها ، هذا اذا استثنينا التخزين ،والنقل تحت اشعة الشمس المباشرة ، حيث تتحلل حوافظ البلاستيك بالحرارة ، وتضيف للمياه مواد خطرة . وفي نظرى ، ان افضل ماء للشرب ، سيكون مايأتي مباشره من انابيب التحلية ، الى خزان علوي بالبيت ، مع استخدام الفلاتر المنزلية،ودون تخزين ارضي قد يتعرض للتلوث بالمياه السطحية . وعلى كل فحال العرب أفضل من الاجانب ،فقد قرأت قبل عدة سنوات ، ان صحفيا اوروبيا دعا اصدقاءه لحفلة ببلده ،واحضر لضيوفه زجاجة مسكر من البقالة، الا ان احد الاشقياء ، كان قد استبدل قارورة المسكر بالبقالة،بقارورة من نفس النوع ، بعد ان ملأها بولا مركزا ، ثم ختمها ختما احترافيا ، ووضعها مع زميلاتها من القوارير الاصلية، ولسوء حظ المدعوين ، فقد تم شراء القارورة المضروبة بالذات ، وحيث ان اللون الاصفر هو الغالب على المسكرات ، فلم يكتشف الصحفيون الاجانب نوعية الشراب ، الا بعد تذوقةه مع الثلج . وقد اعتاد البعض شرب عطر الكولونيا ، للاستمتاع بما فيها من الكحول الايثيلي ، ولكنهم لم يفطنوا الى تنامي ظاهرة الغش ،ووصولها الى عالم الكولونيا والعطور ، فقد استبدل الغشاشون ، الكحول الايثيلي المعتاد في الكولونيا ،بالكحول الميثيلي السام ، والمعروف بالسبرتوا ، والذي يسبب عند تناوله ، الوفاة او العمى ، وهكذا انتهت كثير من حفلات الكيف ، بالوفاة احيانا ، وبالعمى في اغلب الاحيان . اننا نعاني حاليا من صنوف متعددة من الغش التجاري ، بعضها محلي والآخر عالمي ، ولا نستطيع مع ذلك الاثبات ، فحالنا في هذا المجال ، كحال بعض الصحفيين العرب و الاجانب .