معروف عالميا ان البرلمانات ومجالس الشورى أوجدت لتكون الناطق والمدافع والراعي لمصالح المواطنين.. تدافع عن مصالحهم وتعمل لما فيه خيرهم تحس بأحاسيسهم.. وتسهر من أجل ان تخطط وتتابع المشاريع التي لها علاقة بهم.. تحاسب كل مقصر وتدافع عن حقوق كل مواطن. لكن هناك بعض من اعضاء مجلس الشورى هداهم الله سلكوا مسلكا مخالفا لما هو مطلوب منهم دون مراعاة لشعور المواطنين وما يعانونه من أحزان وآلام ومعاناة من الاسعار وارتفاعها وما سبق ان تكبدوه من خسائر من هوامير سوا ثم الاسهم التي سببت للمواطن آلام واحزان بفقد أموالهم.. وما حصل لمدينة جدة ولعلي هنا اشير الى تصريحين لاثنين من اعضاء مجلس الشورى، فقد نشرت جريدة عكاظ يوم الثلاثاء 5 1 1431ه أن عضو بمجلس الشورى صرح في جلسة عقدها مجلس الشورى.. ان ما ينشر في وسائل الاعلام حول كارثة السيول في محافظة جدة بأنه مبالغ فيه وان ما حدث في جدة يحدث في كل دول العالم. عجيب وغريب ان يصدر هذا من عضو في مجلس الشورى الذي نعتبره صوت المواطن الذي يتكلم باسمه ويدافع عنه، وهذا يناقض ويعاكس ما صدر من خادم الحرمين فيما تضمنه الأمر والذي اسعد المقهورين والمكلومين لما فقدوه من أحبة أو نالهم من ضرر وما يتطلع اليه الجميع من شفافية يقول يحفظه الله (انه لا يمكن اغفال ان هناك اخطاء او تقصيرا من بعض الجهات واضاف ان لدينا الشجاعة الكافية للافصاح عن ذلك والتصدي بكل حزم.. ثم اضاف ان هؤلاء المواطنين والمقيمين امانة في اعناقنا وفي ذمتنا... الخ) وعضو مجلس الشورى هذا اعتقد انه كان ينتظر السيل حتى يجرف مدينة جدة الى البحر حتى تكون تصريحات الكتاب (غير مبالغ فيها). لقد رد عليه كثير من الكتاب وأذكر من ذلك الرد الجميل لخلف الحربي في عدد الثلاثاء بعكاظ 5 1 1431ه واقتبس من ذلك قوله (كنت أتمنى ان العضو الفاضل ان (يخطف رجله) مع مجموعة من زملائه الى جدة ويشارك المتطوعين والمتطوعات في مساعدة المتضررين حتى لو كانت هذه المشاركة رمزية إلا ان الصحف سوف (تبالغ) في مساحة نشرها فيتولد شعور عند الناس بأن العضو الكريم قريب منهم في هذه الظروف الصعبة، كما ان هذه المشاركة الرمزية سوف تمكنه من مشاهدة الاحياء المتضررة عن قرب كي يتأكد بنفسه بأنه يبالغ في تبسيط الأمور والتقليل من حجم الكارثة. كما صرح عضو آخر من اعضاء مجلس الشورى بجريدة المدينة في 4 محرم 1431ه بأن الاسعار التي يتضجر منها المواطنون والمقيمون هي اسعار (معقولة) ثم أردف قائلا ان وزارة التجارة لا يجوز لها التدخل للحيلولة دون ارتفاع الاسعار لأن ذلك من حق التجار، فهذا عضو مجلس شورى خرج من جامعته أو من مركزه الوظيفي لسبب ثقة المسؤولين بأن يكون عونا لنقل الحقائق والمساهمة في منهجية مجلس الشورى، إلا انه كما يبدو لا يعرف أحوال الناس فحكم حسب ما يعيش هو.. فلا غرابة والقول لايزال مقتبساً ان يمتطي مثل هذا العضو حصانا وهو لا يعرف كيف يسوسه فيجمح دون ان يوثق لجامه وكأنه لم يسمع أو يرى اطروحات عدد كبير من زملائه اعضاء مجلس الشورى الذين يناقشون أنات وآهات المواطنين، وكأنه لا يرى من هم في الظل ولا يعرف إلا من تشرق عليه شمس الاثرياء فجاد بتصريحه سامحه الله بما يعرف وخفي عليه ان ارتفاع الاسعار احيانا يكون مفتعلا من العمالة الوافدة التي قفزت على كل موجودات السوق بسبب التستر البغيض الذي عجزت وزارة التجارة ووزارة العمل عن معالجته. فأصبح المواطن ضحية هذا التستر .ثم اضاف الكاتب أقول لهذا العضو ومن هم على شاكلته الذين لا يتفهمون حاجة الناس للمساهمة في معالجة أمورهم بما يتفق مع تطلعات قادة البلاد حفظهم الله .. ودليل ذلك تصريح خادم الحرمين الشريفين للسياسة الكويتية 10 محرم 1431ه الذي من ضمنه قوله رعاه الله "ان أداء الاجهزة سيظل تحت نظري ومحط مراقبتي" مما يدل على اهتمام قائد الأمة بما يهم المواطن صغيرا او كبيرا وفي أي مكان كان، وسيعمل ملك الاصلاح على معالجة ما يسمى بالفساد الاداري فالأفضل ايها العضو ان تلتفت حولك لتسمع وترى ما أنت في منأى عنه... الخ. وليسمح لي الاخوان من اعضاء مجلس الشورى الذين اتحفونا بتلك التصريحات قبل ان تصرحوا يجب عليكم التفكير فيما تصرحون به لأن مثل تلك التصريحات تجعل المواطن يستنتج من ذلك عدم معرفتكم بواجباتكم التي من أجلها عينتم في مجلس الشورى. أعينوا خادم الحرمين يحفظه الله حتى نبني وطنا يشار اليه بالبنان.. ونحن نملك المال والكفاءات الوطنية. مستشار وكيل الوزارة للثروة المعدنية (سابقا) وكاتب صحفي