حقق اللقاء الذي دعا له نادي الطائف الادبي الثقافي السبت قبل الماضي والذي استضاف الشيخ د. احمد قاسم الغامدي مدير عام فرع الهيئة في منطقة مكةالمكرمة حقق الكثير من الحضور والنجاح والقبول بل لم اكن اتوقع هذه النسبة من النجاح خاصة ولقاء الضيف يأتي كأول لقاء عقب احاديثه الصحفية التي احدثت الكثير من ردود الفعل.. وعقب اللقاء وعلى مائدة العشاء كنا نتحدث عن اللقاء وما دار فيه، الضيف ومرافقي من مكة التربوي الاستاذ منصور أبو منصور ومدير النادي التربوي والاعلامي حماد السالمي وبعض اعضاء مجلس ادارة النادي والتقينا في رأي واحد على نجاح اللقاء وعدم حصول ما كان يمكن ان يؤثر على العدد الكبير الذي جاء ليستمع ويناقش ويحاور.. وقد بدأ الشيخ الغامدي حديثه بإيراد مواقف وقصص وعبر مما فعله سيد هذه الامة ومعلمها محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وصحبه ، وكان الشيخ يهدف الى اننا نريد تطبيق هذا "النموذج" اليوم وفي حياتنا والابتعاد عن الغلظة والشدة والزجر والقسوة في التعامل معمن اخطأ أو جهل أو من "تعمد" الخطأ بالنصح واعطاء الفرصة والتسامح حتى "قيام الحجة" وعندها لابد من الحزم وتطبيق ما جاء في الشريعة.. على ضوء الضرر وما نال الناس من الاذى حتى تستقيم الامور وتمنع الفوضى ومصادرة حقوق الناس. في اسبوع لقاء الطائف والاسبوع الذي جاء بعده حصلت احداث غير عادية خاصة ما حصل في "تبوك" من احتجاز للفتاة والظروف التي نشرتها الصحف وموقف امير المنطقة الذي أكبره الناس وقدروه له مما لا مجال لإعادة ذكره اليوم وعادت بي الذاكرة للعديد من المواقف والقضايا التي كانت الهيئة طرفاً فيها والتي كنت احسب اننا في العهد الجديد لها لن يعود ولن نجد لها بقية بين رجال الهيئة اليوم وربما قائل يقول وهل يمكن ان تصلح الهيئة نفسها وجهازها في عام واحد؟ واقول انني كنت اتوقع ان الاخوة في جهاز الهيئة في الميدان تحديدا استوعبوا الدرس جيداً وما وجدوه من ردة فعل من المجتمع والاعلام والقنوات ومواقع النت الى جانب ما توقعت ان الادارة العليا الجديدة قد ألزمت العاملين في الجهاز بما يجب ان يكونوا عليه ومنع " من تمتد يده ولسانه" وان يقوم التعامل مع قضايا الميدان على ما جاء في الشريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالكلمة الطيبة والنصح والستر خاصة في اكثر القضايا في الميدان.. ثم في ذات الاسبوع حصلت قضية المدينةالمنورة وحسب ما نشرته الصحف "اقتحام" عدد من اعضاء الهيئة لمنزل مواطن مما نتج عنه ان يبادر احد من كانوا في المنزل برمي نفسه من اعلاه هرباً منهم.. لقد حصل معي ما يطلق عليه في علم النفس "تداعي المعاني". فتذكرت أول ما ذكرت قضية "سلمان الحريصي" يرحمه الله والذي دخل مركز هيئة الرياض على رجليه وخرج "جثة هامدة" وتقرير طبي يوضح وحشية ما لحق به "نشرته البلاد في حينه وتابعت الامر لعدة شهور مع اسرته" وظهر الحكم الشرعي ببراءة اعضاء الهيئة ومازالت الاسرة تبحث عن "قاتل" ابنها مما قيل عن ظروف القضية والتي سجن فيها رجال وسيدات واحد الرجال كان "ضريرًا". وتذكرت حادثة المدينةالمنورة والتي ذهب ضحيتها ثلاثة مواطنين وظهرت النتيجة بعد عدة اشهر أن دورية الهيئة لم تطارد سيارتهم!! الا ان الشيء الذي توقفت امامه ما سمعته ولأول مرة الاسبوع الماضي ان الهيئة لديها في المناطق "سيارات سرية" تقوم بدوريات في الشوارع والاحياء لضبط المخالفات مثلها مثل البحث الجنائي والمرور السري الامر الذي اتمنى ان يجد الاهتمام من معالي الرئيس العام للهيئات ومن معه في الرئاسة لإعادة الامور الى نصابها وحتى لا نرى يوما قريبا لا تجد الهيئة من الناس من يؤيد وجودها ويرحب به رغم ايماننا بدورها الكبير واهميته في الشارع والمدارس والجامعات للبنات ومنع كثير من المخالفات الشرعية الا ان الواقع يتحدث عن "قتل" و"إيذاء" و"تربص" و"خنق" و"حجز" وغير ذلك.. فيا أهل الهيئة هلاَّ تداركتم الامر قبل ان يخرج من بين ايديكم.