القدس اليوم حزينة انها تعاني من حالة اكتئاب حادة لم تعد القدس بهية المساكن ولا زهرة المدائن فقد توشحت ابنيتها وطرقاتها وحوانيتها بالسواد وذبلت اوراقها ولم يعد عبقها الفواح يعطر المكان حتى بلابلها المغردة هجرت أوكارها القدس اليوم في ازمة دنسها الصهاينة الطغاة في محاولة يائسة لتهويدها وطمس معالمها التاريخية العربية الاسلامية، فمسرى الرسول صلى الله عليه وسلم ينتهك من شذاذ الآفاق بعد ان زرعوا كنيسة الخراب على بعد بضعة امتار منه وكأني بعمر الفاروق يوم اتى القدس متسلما مفاتحها فطلب منه بطريارك القدس الصلاة بكنيسها فقال قولته الشهيرة: (لواني فعلت هذا لنازعكم فيها المسلمون) ولكنه سأل عن موقع الصخرة وازاح عنه القاذارات ببردته وصلى بجانبها، وكتب عمر رضي الله عنه وثيقته العمرية التي جسدت تسامح الاسلام وحسن تعايشه مع الاديان السماوية وجاء في نصها: "بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى عبدالله أمير المؤمنين عمر أهل إيلياء من الأمان: أعطاهم أمانًا لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها ؛ أنه لاتسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من خيرها، ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضام أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود، وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطى أهل المدائن، وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوص، فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم". شهد على ذلك: خالد بن الوليد، وعمروبن العاص، وعبدالرحمن بن عوف، ومعاوية بن أبي سفيان. وكتب وحضر سنة خمسة عشرة ه. فمتى يدرك اليهود ان الاقصى خط احمر فللاقصى رب يحميه ونفوس مؤمنة تفديه وقد تتمخض عن انتفاضة ثالثة تقض مضاجع الطغاة وتزعزع امنهم وتضرب اقتصادهم في مقتل، وقد تجبرهم على الهجرة المعاكسة ومن المفارقات العجيبة ان كنيسة خرابهم قد بنيت في حارة يسميها المقدسيون بحارة الشرف فيا شرفاء العالم لقد زرع الطغاة كنيسة خرابهم في حارتكم (حارة الشرف) فماذا انتم فاعلون؟! *وقفة أيها الساري إلى مسرى النبي ونجيّ الوطن المغتصب هل على الصحراء من أعلامنا مطلع الشمس ومهوى الكوكب قد كبونا، رُبّ مهرٍ جامح ردّه في العدو مكر السبب وانتفضنا، فإذا راياتنا صيحة الثأر وموج الغضب من شعر رئيس الوزراء الأردني الراحل الأديب عبدالمنعم الرفاعي