قال شوقي: جبل التوباد حياك الحيا وسقى الله صبانا ورعى فيك ناغينا الهوى في مهده ورضعناه فكنت المرُضعا وعلى سفحك عشنا زمناً ورعينا غنم الاهل معا وحدونا الشمس في مغربها وبكرنا فسبقنا المطلعا ويمضي شوقي استاذ الكلمة: هذه الربوة كانت ملعباً ل شبابينا وكانت مرتعا ويصف شوقي حال قيس وليلى وهو يقول مخاطباً الجبل ما لأحجارك صمًّا كلما هاج بين الشوق أبت ان تسمعا كلما جئتك راجعت الصبا فأبت أيامه ان ترجعا ويختم شوقي: قد يهون العمر إلا ساعة وتهون الأرض الا موضعا التوباد التوباد أو جبل العاشقين اُشتهر بتلاقي قيس وليلى العامرية في زمن مروان بن الحكم في سنة 65 من الهجرة والتوباد يقع في قرية "الغيل" على مسافة 35 كيلو مترا شمال غرب مدينة "الافلاج" ويعود قيس وابنة عمه ليلى الى قبيلة بني صعدة وتبعد عن الرياض 350 كيلو مترا. قيس في الجبل يقول قيس حين زار الجبل واجهشت للتوباد حين رأيته وكبر للرحمن حين رآني واذرفت دمع العين لما عرفته ونادى بأعلى صوته فدعاني فقلت له أين الذين عهدتهم حواليك في خصب وطيب زمان فقال مضوا واستودعوني بلادهم ومن ذا الذي يبقى من الحدثان واني لأبكي اليوم من حذري غداً فراقك والحبان مؤتلفان زمن مضى واعتقد أن هناك أكثر من قيس وأكثر من ليلى بل وأكثر من "توباد" لدى الكثير من الناس ولابد أن الصورة تتكرر بعد قيس بل وبعد ان سجل شوقي رائعته مع مرور الأيام والسنوات.. لكن السؤال هل هي نفس الظروف وذاك الزمان بظروفه وقسوته وهل بيننا من له "توباد" و"ليلى" اليوم؟ أم ان هذه الصورة توقفت من سنوات طويلة وطغى على جمالها وروعتها عشاق اليوم الذين لا يجيدون "الحب العذري" بل اعتبروه شيئا آخر!! هل عشاق اليوم يحفظون العهد ويحافظون على "روعة" العلاقات المقدسة بعيداً عن الصور التي نسمع عنها اليوم؟! في رأيي أن عبدالوهاب كان آخر من تحدث بصوته ولحنه عن التوباد وتلك القصص النقية التي استمرت سنوات وانتقلت إلى الناس في كل مكان، وان وجد الكثير اليوم للأسف أن تلك القصص لا تتفق مع واقع اليوم والحقيقة أنها لا تتفق مع زماننا الحاضر الذي ذهب عنه النقاء والصفاء والصدق والوفاء بالعهد في كل زمان ومكان.. ولو اعدنا الأمر للجانب "التربوي" نجد أن "التشرذم" الذي ينال اخلاق بعض الناس وللاسف هم الكثرة وطغيان المادة والحياة الجديدة والمدنية لم تبقِ للصورة .. صورة الامس الجميلة الا ما يمكن ان يبقى ذكريات لا وجود لها اليوم.. ولو عاد قيس وعادت ليلى وعاد شوقي لوجدوا "التوباد" وقد انصهر مع ما حوله من جبال وحياة ولما وجدوا ما يعيدهم الى تلك الصورة الا بقايا ذكريات جميلة لا ترتبط بالواقع ولرددوا .. يهون العمر الا ساعة وتهون الارض الا موضعا.. قفلة صوت السهارى يوم مروا عليه .. عصرية العيد.. وصف أحد كبار الفنانين المهتمين بالفن القديم الفنان عوض الدوخي يرحمه الله بأنه من ابرز فناني الخليج متحدثا عن رائعته "صوت السهارى" والتي حققت الكثير من الحضور وقامت بغنائها الفنانة الكبيرة فايزة والفنان عبدالله الرويشد.