ذكرني صديقي وهو يقول لي : إنني لست في حاجة إلى بناء علاقات جديدة مع آخرين إن ما لدي من أصدقاء كافٍ جداً وعلى رأي ذلك القول إن "الاتوبيس مزدحم" .فقلت له ليس بالضرورة كل من عرفت تحسبه في "خانة" الصديق أو الصاحب .أقول ذكرني بتلك "الحكاية" القديمة والتي تقول إن هناك شاباً كان حفياً بأصدقائه لا تراه الا معهم ولا تراهم الا معه. ذات يوم قال له والده وقد لاحظ اهتمامه بهم هل كل أولئك أصدقاؤك يا بني؟، فرد الابن بثقة نعم : صمت الأب وذات يوم : جلس امام المنزل مكروباً ومهموماً فأتى ابنه بعد ان فرغ من "سهرته" مع اصدقائه، فجزع عندما شاهد والده حزيناً ، فقال له يا بني لقد حاول أحدهم اقتحام منزلنا فكان ان طعنته بالسكين فمات وهو الآن مسجي في الداخل ، دخل الابن سريعاً ليشاهد الدماء على الارض والجثة مغطاة ، فقال والده الآن جاء دور اصدقاؤك اذهب إليهم ليأتوا إلينا لنتخلص من هذه "الجثة" قبل الفجر ، فذهب الابن الى اصدقائه فرداً فرداً فكان كل واحد منهم عندما يعرف الحكاية يعتذر , فعاد الى والده كسيف البال فقال له والده لم يأت منهم أحد طأطأ الابن رأسه فقال له الآن اذهب الى عمك فلان وعمك فلان أصدقائي وأخبرهم بالامر. فذهب إلى الأول فقال له ماذا يريد والدك؟ عندها أخبره بالأمر فرد عليه أصبر سوف ألبس ثوبي وآتي معك وذهب الى الثاني فلم يسأله ماذا هناك فبسرعة بادر الى الذهاب وهو لم يرتدِ ثوبه إلاَّ في الشارع ، عندما أتوا الى والده نظر إليه قائلاّ وهو يكشف عن "الجثة" والتي كانت عبارة عن "تيس" ذبحه لكي يريه نوعية أصدقائه فقط. ولهذا قال الشاعر : ما أكثر الأصحاب حين تعدهم لكنهم في النائبات قليل