إن الحديث عن المرأة السعودية في هذه الأيام وما قيل عنها انها خرجت عن المملكة وعملت خادمة في دولة قطر لم أجد من الاخوة السعوديين من صدقه فالكل هنا في المملكة العربية السعودية يعرفون الدور الذي تلعبه المرأة السعودية في حياتنا الاجتماعية، لأن الحديث الجديد عنها شاق ويتعارض مع ما تمليه علينا طبيعة بيئتنا العربية والإسلامية ولكن حسبنا في هذا المجال أن نلقي أولاً الضوء عابراً على المرأة السعودية ومدى تأثيرها في المجتمع. إن المرأة السعودية يمكن أن نقسمها الى قسمين تلك التي تعيش في القرية ثم زميلتها ربيبة المدن وحياة السعودية في القرية مليئة بأنواع النشاط فهي العامل المساعد لأبيها وزوجها والمحور الذي تدور حوله الحياة فيها ثم هي بعد ذلك ربة بيت ترعى أطفالها وزوجها وهلموا بنا الى المدينة لنشاهد لوناً آخر من النساء ونوعاً يختلف كل الاختلاف عن سابقه، فهذه المرأة السعودية الحديثة تحضر وتمشي في المدارس والجامعات والمجتمعات وتتحدث اللغة الأجنبية، الفرنسية والإنجليزية بطلاقة، وتهوى العمل فهي تمارس مهنة الطب على مختلف أنواعها فالمرأة السعودية تحتل دور الحكومة، والشركات الخاصة، وتشغل وظائف كبرى فيها فتعالوا نسير جميعاً الى المستشفيات نراها قد امتلأت بالطبيبات والمولدات ونسير الى المدارس نرى المرأة السعودية عنصراً مهماً فيها تشرف على تدريس الصغار والكبار معاً، ولنطف بمكاتب الحكومة لنرى الباحثات الاجتماعيات ومديرات الأعمال، هذه هي المرأة السعودية المثقفة المجاهدة لقد كانت بالأمس تقبع في عقر دارها تخشى السفور والخروج وتخشى الرجال والمجتمعات أما اليوم فهي تخرج وتعمل وتملأ جو الصحافة بنشاطها وجهودها، بل هي اليوم أكبر داعية للتنظيم، انظروا إلى الجمعيات الخيرية والنسوية التي تقوم على اكتافها، وهي تعمل في العمل المضني في سبيل الإنسانية وهي الإنسانة التي تمسح بيد الرحمة على المرضى والبائسين هذه هي المرأة السعودية حياة من الجد والنشاط فيها قسط كبير من المتعة الروحية النفسية والعمل الصالح المنتج في سبيل بلادها لا عجب إذ أن ترى المملكة العربية السعودية تسير قدماً في طريق التقدم والإصلاح ما دامت نساؤها يعملن ليرقين بالمجتمع الى ذروة المجد والكمال، وينهضن ببلادهن النهضة التي تحقق الآمال هذه هي المرأة السعودية فالكل يعلم هنا وفي جميع الدول العربية أن المرأة السعودية ليست في حاجة إلى العمل خارج المملكة وكما قيل خادمات منازل في دولة قطر، فعاداتنا وتقاليدنا الإسلامية لا تسمح بعمل المرأة في المنازل والاختلاط بالرجال ومن قال هذا الخبر يعرف جيداً هذا وهو يعلم ان المرأة هنا لها شأنها ولها ضلع كبير في هذا البلد في العمل داخله وفي أشرف المهن. فالكل هنا يعلم أن بلادنا في أمس الحاجة إلى عملها في اشرف المهن والأعمال تلك الحاجة التي تمليها علينا عاداتنا وتقاليدنا الإسلامية والحاجة الملحة وإذ ذاك نجد فيها خير عون وخير من يستطيع أن يضطلع بالمهام والأعباء ولكن العجيب أن من اطلق هذه الشائعة ما كان اخلقه بدلاً من الاساءة إلى نساء المسلمين أن يأخذ في حسبانه أن هذا البلد هو مهبط الوحي والاساءة إلى أهله جريمة يستحق فيها العقاب أولاً من الله ثم من الشرع الحنيف. وحسبنا الله ونعم الوكيل. مكة المكرمة