عندما هتف يوم السبت 23-1-1431ه شاعرنا الجميل الأستاذ عبدالمحسن حليت مسلم على لسان شاعرنا الكبير الدكتور غازي عبدالرحمن القصيبي: أنا ها هنا عائد عائد وكلي جموح وكلي صهيل رقدت مع الراقدين ولكن أبى الله أن تستريح الخيول شعرت أنا رغم نبض قلوبنا، الذي يتردد منا في الصدور، بالوفاء لأبي يارا مبدعاً، شاعراً اديباً، عالماً مفكراً، وعاملاً ديدنه الاخلاص في رحاب الوطن، إلا أن بعضاً منا عندما غاب شاعرنا كل هذا الغياب عن نواظرنا، تناسى ذلك الدور الفاعل الذي قام به في حياة هذا الوطن، وهو من منح الوطن كل أيامه، صدح بحبه، لهج بذكره، في حالات فرحه وانتصاره وفي حالات حزنه وانكساره، فإنما يحيا سعيداً بالعمل لوطنه،استاذاً جامعيا بذل أقصى جهوده للرقي بفكر تلاميذه، وشاعراً أديباً ملأ الفضاء غناء عذباً يمثل انسانية يوطنها في ثقافة المواطن، وروائيا خلد أحداثاً لوطنه في روايات متعددة، ومديراً ووزيراً وسفيراً، همه كله أن يسعى بوطنه نحو التقدم والرقي، ومثل أبي يارا يبقى نجماً في سماء الوطن، غاب عنا جسده أو حضر، فما أثرى به ساحات الوطن من ابداعاته سيظل ماثلاً في حاضر الوطن ومستقبله، وإنا اليوم لفي انتظار عودته سالماً معافى إلى أرض الوطن، ليواصل هذا الركض الجميل في ساحات العمل الوطني المتميز، كما كان يفعل دوماً، ونتابعه اعجابا بما يصنع، وادراكاً منا لإخلاصه التام، وقدرته على الابداع، رغم كل ما عاناه في سبيل ذلك وما لقيه من عنت لأجله، وما تمتع به من صبر على الأذى، وما أوتيه من بلاغة ونصاعة بيان، وقوة حجة، عند منافحته عن مواقفه الوطنية الشجاعة، ومن منا لم يعايش حراك هذا الوطني النبيل في عمره المديد، والذي لم نلحظ فيه إلا كل جميل، يمضي به العمر ويزداد نشاطاً، لا يفتر عن عمل يؤديه باتقان، يؤكد به مكانة يستحقها، ويعرفها له الأحرار في وطنه، ولا ينسون له جهداً بذله من أجل وطنهم، ولتكون حياتهم الأرقى. إن من يهتف لهم الوطن من أبنائه إنما هم النخبة المتفوقة على نفسها، وعلى الظروف المعوقة من حولها، وشاعرنا من هذا اللون النادر، الذي لا يحفز ابداعاته إلا كثرة ما يقابله من الصحاب، وإنا اليوم للننتظر أوبته إلينا معافى لنكرمه ونفي له بحقه علينا، فمثله يستحق أفضل التكريم وأجمل الاحتفاء، فهل نفعل؟ هو ما نرجو، والله ولي التوفيق. ص ب 35485 جدة 21488 فاكس 6407043