جارنا العزيز عمو بشير أعتذر عن حضور لقاء هذا اليوم لا زِلْتُ مُصِرٌة، وللسنة الثانية، على استبعاد هدايا العيد للأصدقاء والمعارف في أسبانيا، فأيتام وأرامل الأرض المقدسة هم الأولى بقيمتها، وفي نيتي جمع ما يكفي لتمويل خمسة آلاف وجبة طعام شعبية لتوزع على المحتاجين هناك من أرامل وأيتام ومعدمين. أجري اتصالات عبر الإنترنت مع معارف أهل والدتي في كل من بيت لحم وغزة للتعاقد مع المطابخ المؤهلة للقيام بهذه المهمة. وفي تقديري أن عشرة يورو تكفي لوجبة متكاملة للشخص الواحد، وبالتالي سأسعى لجمع مبلغ لا يقل عن خمسين ألف يورو من الجيران والأصدقاء وأنت من بينهم، ولن يكون صعبا على أي من المتبرعين توفير المبلغ الذي يراه إذا ما راعى ضغط نفقات العيدين وترشيد الاستهلاك. ولترشيد الإنفاق سأقترح على والدي ووالدتي عدم استضافة الأصدقاء في المطاعم خلال هذا الشهر الذي ترتفع فيه الأسعار وتقل الجودة، فمنزلنا يتسع لهم، والمثل يقول: بيت الضيق يتسع لألف صديق. وضعت في اعتباري وأنا أرسم بنود الميزانية أن يتم شراء اللوازم من الأسواق الشعبية حيث الخضار والفاكهة تعرض بأقل من نصف أسعار السوبر ماركت، وسأقترح التقليل من اللحوم والأسماك التي أخذت أسعارها في الارتفاع، والإكثار من تناول من الخضروات والسلطات والفاكهة، مع التركيز على العصير الطازج والاستغناء عن المشروبات الغازية. ولترشيد الاستهلاك سنتناول وضيوفنا الوجبة الرئيسية لليلة الميلاد المجيد ولليلة رأس السنة على المائدة مباشرة كما هو متبع في المناسبات الرسمية، بمعنى آخر لن يكون هناك بوفيه عليها من كميات الطعام ما يكفي لأكثر من ضعف من هم حول المائدة، بل سيتم التخديم مباشرة من المطبخ، أتولاه مع المساعدة المنزلية، وتكون البداية زبدية صغيرة من الشوربة الساخنة، يليها قطعة صغيرة من الدجاج بجانبها خضار مسلوقة، تتبعها قطعة صغيرة من اللحم ومعها حبة صغيرة من البطاطس المشوية، فطبق كبير من السلطة، والختام بطبق سلطة الفواكه، ومسك الختام فنجان قهوة أو شاي مع حبات من تمر السعودية وقطعة من الحلويات الشرقية التي ظهرت في الأسواق بعبوات صغيرة وأسعار معقولة. هذا عن المناسبتين الرئيسيتين، أما ما سيقدم في لقاءاتنا المسائية خلال أيام الأعياد فستكون التعتيمة أو النواشف كما توصف في بلدان المشرق العربي، وفي دواليب مطبخنا وثلاجته كميات من زيت الزيتون والزعتر النابلسي والزيتون على اختلاف أنواعه، وتشكيلات من الجبن والمربيات والحلاوة الطحينية والبيض واللحوم المدخنة وهي كافية لكل متطلبات المائدة لأمسيات أيام الأعياد القادمة، وبهذا سنسعد في منزلنا بلقاء الأصحاب والجيران في جو عائلي حميم وبدون تكلف، وسنوفر من المال ما يمكننا من المساهمة بسخاء في مشروع ال 5000 وجبة للمحتاجين في فلسطين. وبالمناسبة، بودي معرفة ما إذا كان لديكم بقية من دقة المدينة المنورة؟ وهل ستصلكم بعض قطع خبز التمييس والشريك بالسمسم كتلك التي وصلتكم قبيل أيام عيد الفطر المنصرم وكان لنا نصيب منها؟ في حالة توفر ذلك فإنني أطمع – وأنتم تشاركوننا أمسيات الأيام المباركة-أن تجهزوا لنا ولمن سيزورنا من الأهل والجيران والأصحاب طبقا من الفول المدمس وطبقا من الحمص بالطحينة ليتذوقها ضيوفنا مع خبز التمييس والشريك، وسأساعد والدتي في إعداد خلطة الفلافل التي تعجبك بحيث تكون أقراصها جاهزة للقلي عند إعداد المائدة. لن أطيل عليك، فأمامي الكثير من العمل. وألقاك قريبا وأنت بخير وصحة جيدة، وعلى أمل تسلم مساهمتك السخية لتأمين الوجبات للصابرين في فلسطين. ابنتك بالاختيار: رشا