* تأنيب الضمير إنما هو اعتراف من المرء بارتكابه خطأ ما. إنه صميم الشعور الأخلاقي من حيث الأحاسيس بالقيم الأخلاقية لأفعال كل منا.. فإذا ما أخطأنا أو أسأنا التصرف نحو غيرنا فإننا نتعدى على مفاهيمنا الخلقية التي ورثناها من بيئتنا ومن عاداتنا وتقاليدنا الاسلامية التي أمرتنا أن نحب لغيرنا كما نحب لأنفسنا .. وأن نكون عباد الله اخوانا في السراء والضراء على حد سواء. * وإذا كنا نعلق أهمية كبرى على أخطائنا التي نرتكبها فذلك لأننا نشعر في قرارات أعماقنا بفقد المثل من ذواتنا والحسرة والندم تجاه ما قمنا به من أخطاء نحو الآخرين.. وهنا يستيقظ الضمير ليعاقب صاحبه عقاباً اخلاقياً يسترد به مكانته في قرار أعماقه. * والجزاء الخلقي يلعب دوراً كبيراً في حياتنا النفسية فيجعلنا نشعر بعد أي عمل أو فعل نقوم به بأننا اصبحنا خيراً مما كنا فيه.. وهذا بطبيعة الحال يولد لدى الذات البشرية مشاعر الرضا والسرور ومن الاهمية بمكان ان يعمل الانسان على تقبل هذا وان نصفي أفئدتنا من الشوائب.. ولنجعل من قلوبنا مصابيح تنير لغيرنا وان نتقبل كل شيء بمقدار ما نعطي.. فأكثر ما يصيب المرء من غرور وزهو ان يفقد احساسيسه الأخلاقية ولعمري فليس ثمة شر لا يقوى الضمير على التحكم فيه بشرط ان يكون الضمير مؤمناً واعياً فيتحول بذلك الألم الذاتي الى مصدر حب وخير وحق. * فليس أروع من أن تمد يدك لأخيك بالحب والإخاء والمساعدة والأفعال الحسنة التي تؤدي الى نوازع الاحترام بالواجب الملقى علينا.. عندئذ ننجح في مقاومة الأهواء والانتصار عليها. * فالأخلاق تتبع وتصدر عن الضمير الواعي.. فعلينا أن نتقي ضمائرنا.. وأن نقوم أخلاقنا التقويم السليم الذي ينطبق وما جاءت به الشريعة السمحاء.