ما هي إلا أيام قليلة من شهر ذي الحجة الفضيل ويكتمل وصول الحجاج ليبدأوا مناسكهم في أجواء من الأمن والطمأنينة والرعاية الكاملة من هذا البلد الطيب بعد عناية الله عز وجل. ولله الحمد على توفيقه أكملت المملكة استعداداتها بقيادة واشراف مباشر من ولاة أمرنا جزاهم الله كل الخير، وتنفيذ كافة الوزارات ذات الصلة خططها وفي مقدمتها الأمن بمختلف قطاعاته من الأمن والجوازات والمرور والدفاع المدني، ووزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة الصحة والهلال الأحمر السعودي ووزارة الشؤون الاسلامية، وتشرف وزارة الحج على جميع الخدمات من الجهات الخاضعة لإشرافها ومسؤولياتها وخاصة مؤسسات ارباب الطوائف ومؤسسات حجاج الداخل لضمان تقديم افضل الخدمات. إن هذه الاستعدادات الشاملة والمواصلة من إلى الحج والمقترنة بالإنجازات الكبيرة إنما تنطلق من إدارة مخلصة وجهد صادق عظيم يقوده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك البلاد المفدى وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله وأبقاهم ذخراً للبلاد والعباد. والجهد غير العادي من مختلف القطاعات ذات الصلة في المدينتين المقدستين بإشراف ومتابعة حثيثة من سمو الامير خالد الفيصل امير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، وسمو الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينةالمنورة رئيس لجنة الحج، لتكون الضيافة والرعاية بأرقى الخدمات الواجبة حتى يؤدي الحجاج الركن الخامس من الإسلام بكل يسر وسهولة. ومما لا شك فيه ان هذه الجهود المتكاملة تسير وفق منظومة شاملة ليس لها نظير في العالم، وليس بمقدور اي دولة اخرى مهما عظمت إمكاناتها تنظيم وإدارة ورعاية وخدمة مثل هذا الحشد الكبير في مكان وزمان معلومين كما هو في الحج ومواسم العمرة، ولا تمتلك ما اكتسبته المملكة العربية السعودية من خبرات في ذلك عبر قرون طويلة وتطورها بأعلى الخطط والامكانيات. وستظل هذه البلاد قيادة وشعباً على بإذن الله إخلاصهم وتعاظم ادائها بهذا الشرف العظيم بكل إخلاص وعزيمة وتفان ومن أجله تجند بلادنا العزيزة كل الامكانات البشرية والمادية من أجله لأمن وصحة وراحة حجاج بيت الله الحرام مثلما هو الحال في رعاية ضيوف الرحمن المعتمرين في بقية العام وقد شهدت مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة من المشروعات والخدمات والمرافق الكبرى ما ييسر على الحجاج مناسكهم. فالحمد لله على هذه النعمة العظيمة من الله سبحانه على هذه البلاد وأهلها قيادة وشعباً، ونرجو من إخواننا حجاج بيت الله الحرام أن يستفيدوا من أجواء الأمن والطمأنينة وحسن التنظيم والرعاية الشاملة، بأن يحرصوا على السكينة والخشوع ويبذلوا التعاون مع رجال الأمن وكل من يقوم على خدمتهم، من أجل سلامتهم وراحتهم، وبأن يجعلوا الحج خالصا لله تعالى ملبين راجين المغفرة من الغفور الرحيم فكل هذه الجهود والإمكانيات الهائلة التي تكلف المليارات، كما نتمنى من كل مواطن ومقيم خاصة في المدينتين المقدستين والمنافذ التعاون من أجل هذا الهدف في خدمة الحجاج ويقتدوا بجهود الدولة في التنظيم والتيسير عليهم. أسأل الله العلي القدير أن يسبغ على عباده حجاج بيت الله الحرام نعمائه بالحج المبرور والذنب المغفور والعودة بسلامة الله الى اوطانهم، وأن يحفظ ولاة أمرنا ويوفقهم دائما وجميع أبناء هذا البلد الغالي في بذل هذا الشرف الذي لا يدانيه شرف ابتغاء مرضاة الله وكل عام وأنتم بخير. مكة المكرمة