البيئة حديث الساعة الذي شغل الصغير والكبير بالغريزة وحب البقاء لاستمرار الحياة ولعل ما آثار موضوع البيئة ما نسمعه وما نقرأه في وسائل الاعلام عن التغييرات البيئية التي أدت إلى انقراض بعض أنواع الحياة والمرحلة الحالية من التدهور البيئي في الطبيعة بسبب نمط حياتنا وسلوكياتنا في الترف والتبذير لدرجة بدأت تهدد الحياة عامة وحياتنا بصورة خاصة. ان الملوثات من حولنا لم نسلم منها حتى داخل المنازل وفي المكاتب بل ان التلوث داخل المباني قد يفوق التلوث الخارجي بحوالي 60%, فمادة الطلاء المستخدمة تحوي العديد من المذيبات والمركبات العضوية المعدنية الضارة. والمواد المتطايرة من السجاد والمواد الخشبية الطبيعية (المعالجة كيميائيًا) والصناعية (المستخدمة غالبًا في صناعة الاثاث والبيوت الجاهزة) مثل مركب الفورمالدهايد الذي يسبب الصداع وقد يؤدي إلى الأمراض التنفسية المزمنة والتهابات العين والأنف والحنجرة وتزداد هذه الملوثات كلما كان المنزل جديدًا. توجد بعض العوالق المتطايرة الناتجة عن نشافة الملابس في المواد العازلة المصنوعة من مادة الاسبستوس الذي ثبتت خطورتها كمسبب للسرطان وهي المادة التي تصنع منها الالواح التي كانت تستخدم مع المكواة لعدة سنين خلت. بالاضافة إلى تطاير العوالق المختلفة من تحلل المواد المصنوعة من الالياف, وإذا كان السكان من المدخنين ينتشر الدخان والعوالق المتطايرة في المنزل وقد تدخل إلى رئة الرضع والاطفال بدون اختيار وقد يكون ضررها أكبر عليهم لأنهم في مرحلة نمو. يدخل مكيف الهواء الملوثات البيولوجية مثل التي ادت إلى مرض الليجنيز ولو اسهبنا في الموضوع لوجدنا الكثير من مصادر التلوث المختلفة في المنزل, ويجب هنا الا ننسى الملوث الطبيعي الذي يتخلل البدروم أو الدور الأرضي للمنازل وهو غاز الرادون المشع النتاتج من التحلل النووي لمادة الراديوم في باطن الأرض ويتسرب إلى السطح من جوف الأرض خلال الشقوق والثغرات وقد يحبس في الادوار السفلية من المنازل. ولحماية البيئة والمحافظة عليها هنالك عدة اجراءات ستتخذ واهمها التوعية البيئية لأهميته الفاعلة وقائيًا وعلاجيًا لمشاكل البيئة. التوعية البيئية يجب أن تكون ضمن مخطط عام ويجب أن تشمل الصغير والكبير والرجل والمرأة والغني والفقير لأن الجميع مشتركون كعناصر أساسية في معادلة الحياة, ومن هذا المنطلق يجب أن تطبق عملية التوعية بالشكل التالي: أولاً: العمل على توعية الفرد وهو طفل في المنزل ومع دخوله إلى الحضانة ثم المدرسة ثم الجامعة واخيرًا في موقع العمل وهذه التوعية تتطلب برامج للوالدين وللمدارس وللإدارات الحكومية والخاصة وتتضمن تغيير نمط الحياة والتوعية نحو معرفة الطبيعة والإهتمام بها. ثانيًا: العمل على توعية المجمع من خلال وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة والمرئية ومن خلال المساجد وخطب الجمعة والأنشطة الوطنية مثل اسبوع الشجرة واستحداث اسبوع البيئة بالاضافة إلى المسابقات سواء تلفزيونية أو اذاعية أو صحفية أو مدرسية لرفع الوعي البيئي ويجب وضع البرامج التي تجذب المشاهد للتعرف على الطبيعة والمحافظة على البيئة. ثالثاً: العمل على تطبيق الأنظمة البيئية بمسئولية من جميع الجهات ونشر الوعي لدى القطاع الخاص, والعام باستخدام المواد الصديقة للبيئة والمواد التي يمكن تدويرها والاقتصاد في الماء والكهرباء والتخفيف من استخدام المواصلات بشكل فردي والاتجاه نحو النقل العام كما يجب أن تضع جميع المشاريع للتقييم البيئي بحيث لا تتوقف التنمية ولا تتأثر البيئة. رابعاً: من اهم برامج التوعية البيئية والتخلص من التلوث داخل البيئة الداخلية استخدام نباتات الزينة لامتصاص التلوث الداخلية, وتعد من البرامج الحديثة والناجحة في هذا المجال. وقفة: أيتها البيئة الخالدة في قلبي: ضمنت الكثير من الدول مادة البيئة في مناهجها التعليمية بهدف تعليم أجيال المستقبل التطور والصناعة وقضايا البيئية الخارجية والداخلية نحو البيئة فهل ستدرس مادة البيئة في مرحلة التعليم كمادة أساسية. أستاذ الكيمياء المشارك بجامعة ام القرى بمكة المكرمة رئيس فرع جمعية البيئة السعودية بمكة المكرمة