إنّ صدق الوعد وحفظ العهد من الأخلاق العربية التي التزم بها السواد الأعظم منهم حتى ولوكان الوعد شفاهة فكيف إذا كان موثقا كتابة بمقال أمام الملأ ..وكان بمثابة الرد والتعقيب ممن لم يكن له حق الرد إلاّ في الجزء الذي يخصه من عمله أمّا ما احتواه مقاله من التجريح والتهجم على شخصي وعرض الأمور من موقع يوحي بأنّه على دراية بكل الأمور وخفاياها وكأنه رئيس مجلس إدارة المؤسسة ..ولكنني عبرت فوق كل ماقال عني أملاً في تحقيق المصلحة لكل المطوفين وتمسكت بما قال أ. عادل بالخير في ردّه الكريم الواثق منه من أنّ الخطاب الذي وقع عليه تسعة عشر من كبار المطوفين المعروفين وانسحب منهم أربعة لم يعرف أسباب اعتذارهم إلاّ بعد ماحصل للبعض من تصفية وفصل .. يتساءلون عن الميزانية وبنود صرفها ..حيث انتفض أ.عادل في مقالته مدافعاً عن مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية وأنّ هناك غمطاً لمجهوداتهم مع العلم أنّه في وزارة الحج ولم يصدر رد من منسوبي المؤسسة !! وحسب علمي ليس مطوفا أو من أبناء الطائفة وقال أنّ معالي وزير الحج اهتم بالخطاب وشكل لجنة من كبار مسئولي الوزارة لدراسته والبحث في التساؤلات واعداد النتائج وحتى الآن وقد أوشكت المدة أن تقترب من السنتين لم نعرف أسماء اللجنة وماذا تم في الموضوع وما توصلوا إليه .إنّ الأمر لم يكن سوى بعض التساؤلات ولم تكن اتهامات وهذا من حق المطوفين المساهمين للسؤال حول مايملكونه لمن انتخبوهم لإدارة مؤسستهم ولا يعني وجود الرئيس المفروض عليهم بالتعيين من قبل معالي وزير الحج أنّه غير ملزم بجدولهم الانتخابي أو الإجابة عن كل التساؤلات .. أما هذا الوعد الذي صرح به الأستاذ الكريم عادل بالخير بوجود اللجنة فلا أقل من أن يوضح للمطوفين المتسائلين أو من بقي منهم بعد هذه المدة وعناوينهم معروفة لدى مؤسستهم التي يملكونها بالمساهمة ماذا انتهى إليه عمل اللجنة .. ومن ناحية تهجمه على شخصى بمقاله الإنفعالي - مع العلم إنني كنت واحدا من التسعة عشر الموقعين ولا أعرف لماذا اختارني دون البقية وكأنني من كتب الخطاب منفرداّ - فأتمنى عليه أن يراجع نفسه ويعيد قراءة ماكتب وتفاصيله وهو أدرى بالأسباب التي دعته لذلك الهجوم وهو الذي من المفروض أنه لاناقة له ولاجمل . ولكن ربما إرضاءً لرئيس مجلس الإدارة أو لتهدئة الأمور حتى يتم نسيان الموضوع إننا على أعتاب موسم جديد وميزانية جديدة وقد يدفع ماحصل في التساؤلات السابقة من ابعاد وفصل وتجاهل لمن وقعوا على الخطاب ولم يجدوا ردا حتى الآن ..كل ذلك قد يدفعهم إلى تكميم أفواههم والصمت قهرا وعبرة في من سبق بالفصل ورفع القضايا وتعيين أربعة محامين واستغلال النفوذ والسطوة والمعارف ...ولا نقول إلاّ حسبنا الله ونعم الوكيل.. ولن يضيع سؤال وراءه مطالب. حينما يوضع شخص في منصب كبير ليس لإعطائه القوة للتعالي والتصرف في الأمور على مايعود عليه بالنفع والفائدة .. والتدخل في أمور ليست من اختصاصه فيكون السكوت عليه لمنصبه فقط ..إنّ المنصب أمانة في رقبة من يجلس فيه ويكلف به وعهد ووعد يقطعه على نفسه بأنّ عمله وتصرفاته وأقواله وأفعاله كلها ارضاءً لله سبحانه وتعالى وخدمة لمن وضع لأجلهم ويفكر في نفسه كيف كان قبل المنصب وكيف اصبح بعده فلا يستغل هذه المميزات في مجاملات لأصدقاء أو هدفاً لمصلحة أو إرضاءً لهوى النفس فالحساب الحقيقي ساعة الوقوف بين يدي ربّ العالمين حيث لاينفع مال ولابنون ..اللهم اهدنا لما فيه الخير والصلاح. مكةالمكرمة...جوال 0500093700