غيمة صمت مؤقتة .. اليوم سأتخلى عنكم ، وعني ، سأكتب الى احد عناقيد قلبي المتأزرة امام عيني ، وتتبعهم لينة ، الصغيرة التي احب وهي لا تعي للحب الابوي معنى ، سأكتب الى " احمد " الذي انتظر ان يعود من غيبوبة داهمته على أثر حادث سير غادر ، فرض عليه ان يبقى اسير العناية الفائقة في مستشفى الملك فهد العام في مدينة جدة ، احمد هو ابن ( ابي ) ، واخي وصديقي النبيل معتوق ، كلمات من قلبي وذاكرتي المليئة بالثقوب ، كلمات اكتبها وتكتبني بالخوف والرجاء ، خطها الوقت والانتظار وترقب الفرج من الله ان يمن علينا بشفائه ، ويتم علينا فضله واحسانه ، فالحب كما يقول المرحوم محمود درويش " مثل الموت وعد لا يرد ، ولا يزول " وانت أيقونة من قلبي واكثر ، كلما سقيت ورورداً زرعناها معاً في حديقة الحياة مذ كنت صغيرا تسألني عنك ، وترفض ان تنمو الا بك ، افق حبيب قلبي وحاورني فيما اكتب ، فلقد اعتدت حواراتك الصامتة ، واعتراضاتك ، وافرض علي مقال الاسبوع المقبل وما بعده ، وأبحر معي في كتبي التي تنتقي عناوينها من حولي ، وتعلق عليها بهذر ، سأنتظرك هنا ، ولن ابرح ادعو لك ما استطعت ، فرج الله همك ، وألبسك حلل الصحة والعافية ثم السعادة ، علمتني الصبر ، وكيف انتظرك ، وأسابق الزمن إليك كل نهاية اسبوع نجتمع فيه ، أرشدتني كيف يمكن ان اكون العم والصديق في آن واحد ، افق سيداً للفرح والقفشات انت ومنصور، وابشر بما تريد فقد راعني صمتك ، ولن امل انتظارك ، فأنت كما اعرفك قوي الارادة ، ولا تسمح للهزيمة ان تراودك ، وتسلح بالايمان بالله فهو القادر على كل شيء ، وتذكر ان السيد أبي ما زال ينتظر ان تجيبه على اسئلته الكثيرة ، وأهلة ترقب الموقف ، وثلة من محبيك ينتظرون إطلالتك ومبادلتهم التحايا . قل يارجل ... الى اية غيمة ينتمي صمتك الى اية اعاصير تنتمي احلامك صوب اية وجهة تمضي نواياك كي اسافر في حقيبة فرحك واحط حيث تهطل احمد ابن 23 عاما يأمل في دعواتكم له بالشفاء ، اللهم اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين ، اللهم انت الشافي ولا شفاء الا شفاؤك.