تابعت واستمتعت بلقاء تلفزيوني للشيخ صالح كامل في برنامجه الأسبوعي السوق الذي يقدمه الإعلامي الشهيرالأستاذ (علي داؤود) وكان اللقاء مع شباب إحدى الجمعيات الخيرية من الجنسين وكان الحديث منصبا على فضائل بر الوالدين وما لهذا البر من بركات تحل على الإنسان فتحيل حياته إلى سعادة غامرة ونجاح دائم بكل مراحل الحياة وقد عرض تجربته الشخصية مع والديه وعزا إليهما بالفضل بعد الله في كل ما حققه من نجاح في حياته الشخصية والعملية والتجارية. ومما ذكره في معرض حديثه أنه قد وفقه الله لتسجيل دعوة والديه له بالخير والبركة وأنه يستهل عمله بالصباح بالاستماع إلى شريط مسجل بصوتهما يضعه في سيارته ويستبشر ويتفاءل وينشرح صدره بهذا الدعاء وقد ذكر الأستاذ علي داؤود حادثة مرت مع الشيخ صالح ووالده الشيخ عبدالله كامل رحمه الله وكان شاهد عيان عليها. وفي احدى الزيارات لإحدى الدول الإسلامية دخل الشيخ عبدالله كامل إلى مجلس رئيس وزراء هذه الدولة مع الأستاذ علي داؤود ثم بعد ذلك أتى الشيخ صالح إلى المجلس ورأى والده ينتعل حذاءه فما كان منه إلا أن ذهب إلى والده وقبله في يديه ورأسه وأخذ حذاء الوالد بيده وأخرجه لخارج المجلس وفي الخروج أيضا فعل مثل ذلك وألبسه حذاءه بيديه مما ترك أثرا كبيرا لدى رئيس وزراء تلك الدولة واحترامه الشديد للشيخ صالح كامل. وهذه صورة لنوع من أنواع البر الذي يكاد يكون حالة نادرة في زماننا هذا. فكم نسمع عن أنواع من العقوق رجل يضرب أمه وأباه وآخر يقتلهما وثالث يطردهما من المنزل إرضاء لزوجته ودعونا لا ننظر إلى نصف الكؤوس الفارغة متشائمين بعد أن سحبت العاملة المنزلية البساط من تحت أقدام الأمهات حتى أصبحت هذه العاملة هي التي تحضر مجالس الأمهات عوضا عن الأم الحقيقية وبعد أن أصبح السائق هو الذي يراجع المدرسة ويتابع الابن نيابة عن الأب ولكن دعونا ننظر إلى نصف الكأس المملوء فأذكر لكم في هذا المقام صورا واقعية عن أنواع البر مما سمعت وقرأت وشاهدت رجل يحمل أمه على ظهره لتؤدي مناسك الحج. ومما أذكره كشاهد عيان أن الدكتور محمد عبده يماني عندما كان وزيراً كان يجلس في دكان والده المتواضع في احدى الحارات الشعبية بمكة المكرمة.ومما شاهدت أن سعادة وكيل وزارة الإعلام السابق الأستاذ معتوق شلبي رحمه الله كان ينام مع والده في غرفته الضيقة بحارة السبيل بجدة عندما كان يحضرمنتدبا من الرياض في موسم الحج في حين أنه قد خصص له جناحا في أحد أفخم الفنادق في جدة.ومما سمعت أيضا أن فنان العرب محمد عبده أنه كان من أبر الناس بأمه أثناء حياتها رحمها الله.وهناك صور كثيرة من أنصاف الكؤوس المملوءة لا يسعها هذا المقال ولعلي أذكر شيئا من أنواع البر عن السلف الصالح رضوان الله عليهم. وقفة: صعد رسول صلى الله عليه وسلم المنبر ذات يوم فقال آمين ثلاث مرات فسأله الصحابة رضي الله عنهم: عَلاَمَ أمنت يا رسول الله؟ فقال :(أتاني جبريل فقال: رغم أنف امرئٍ ذكرت عنده فلم يصل عليك قل: آمين. فقلت: آمين، ثم قال: رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له. قل: آمين. فقلت: أمين. ثم قال: رغم أنف امرئ أدرك أبويه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة، قل: آمين. فقلت: آمين).