أكثر من مرة تطرق الكثير من الكتاب إلى بعض المثالب في الجسم الصحفي الخليجي، مثل أن ينحاز الصحفي الى مطبوعته ويبالغ في تمجيدها، ولا يرى غيرها في الساحة، وقالوا ان هذا أمر مطلوب ومقبول أن ينحاز الصحفي إلى جريدته، أو مجلته التي يعمل فيها. بل ان حبه وعشقه للجهة التابع لها أو المنتمي إليها دليل على الإخلاص ودليل على الوفاء وحسن الطوية! لكن ليس معنى ذلك أن يتعصب تعصباً أعمى ولا يعترف بأي نجاح أو انجاز تحققه أي صحيفة أخرى. كما يعني ذلك أن ينكر قدرة وتفوق الآخرين الذين يعملون في تلك الجرائد والمجلات ويستهزئ بهم ويتحامل عليهم دون مبرر ودون وجه حق!! لقد شهدت الساحة في الخليج مجادلات ومخاصمات بين عدد من الصحفيين أصر كل واحد منهم على أن جريدته هي الأفضل!! وتطور هذا الخلاف إلى كيل الاتهامات والتجريح وانتهى إلى القطيعة فترة طويلة!! كما أعرف أن هناك منافسات شديدة بين رؤساء تحرير بعض الجرائد تصل إلى حد الكراهية والعداء المكشوف! مثل هذا الوضع النشاز أو العلاقة الخشنة والصعبة بين الصحفيين في بلادنا لا يوجد لها ما يبررها أبداً لأن جميع جرائدنا ومجلاتنا تسير والحمدلله في اتجاه وطني واحد وتعمل لهدف وطني واحد، وقانا الله شرور الصحافة الاخرى التي قال عنها مرة أحد أقطابها في بلد عربي جميل وهو الآن منقسم على نفسه تلعب به الأطماع هذه الأيام قال: إنها مثل التاكسي ادفع تركب!! وكذلك صحافتنا العربية المهاجرة لها هفواتها وقتالها فيما بينها وضرباتها من تحت الحزام. - والعجيب ان تلك الصحافة التي تتقاتل خارج بلادنا باطنها غير ظاهرها تماماً.. فقد لاحظت في إحدى زياراتي الى لندن ان رؤساء تحرير تلك المجلات المتصارعة ظاهريا ومحرروها ايضا يعيشون كزملاء واصدقاء يتحدثون ويلتقون معاً ويكنون لبعضهم كل تقدير واحترام!! - إننا نريد صحافة صادقة تمثل الأمة وتحافظ على مكتسباتها بعيداً عن هذه الطروحات الصغيرة وتعمد النشر عن الجرائم المختلفة التي لا تمثل معدن أهل هذه البلاد. نريد صحافة لا تزايد على مجتمعها ولا تتسقط هفواته وتضخمها ولا أن تفعل ذلك تحت أية ذريعة حتى ولو كانت تلك الحجة البحث عن الشهرة أو الانتشار لتلك الصحيفة. إن الصحافة الفضائحية التي يقلدها البعض لا تتناسب وخطها مع طبيعة مجتمعنا العربي المحافظ. - ونريد من بعض رؤساء التحرير عدم العبث بالمطبوعة وكأنها ملك خاص له أو "مزرعة" يفعل بها ما يشاء تنشر أخبار عائلته ومعارفه وخواطرهم.. بل لقد عمد أحدهم في خطوة غريبة يقلد فيها صحيفة غربية.. إلى "طمس" ترويسات الصفحات في احدى الصحف وجعلها بلا عناوين أو طرقات، وعليك أن تتلمس طريقك حسب فطنتك الى ما تريد من الكتاب. لقد فرض بعض أصحاب الصحف عددا من الكتاب الجدد من باب التجديد. ثم جاء آخر فكك جريدة اخرى الى ملاحق متناثرة في الهواء بلا رابط دون مراعاة للقارئ او لشخصية المطبوعة وسمتها ودعك ممَّن يلعب بترويسة مطبوعته على مزاجه فهي كل يوم واسبوع في شأن ومكان آخر، وشكل وكأنه لم ير في حياته الصحف التي احتفظت بترويستها وسحنتها أكثر من مائة عام!!