** كانت تغرس عينيها في سقف الغرفة.. وصوت المذياع بجانبها يهمس في استرخاء كانت الأيام في قلبي دموع بتجري وأنت تحلالك دموعي وهي عمري الليل يعلن عن انسحابه.. لنهار جديد.. عندما شعرت برغبة شديدة للذهاب للحمام. دست قدميها الصغيرتين.. النحيلتين في حذاء خفيف أسفل السرير.. بهدوء أصلحت من انزلاق قميص النوم من على كتفها.. حوقلت في أطراف الغرفة.. بسملت.. قرأت ما تحفظ من آيات كريمة. وهي تفتح باب الغرفة مدت برأسها إلى الخارج لتتأكد من عدم وجوده.. رفعت خصلة الشعر التي انسدلت على عينها اليسرى مدت يدها إلى مفتاح النور في الصالة.. الفاصلة بين الحمام والغرفة.. تأكدت من عدم وجوده بخطوات سريعة.. فتحت باب الحمام.. تذكرت.. توقفت قليلا قبل أن تخطو إلى الداخل مسحت الحمام بنظرة سريعة أيضا لا يوجد.. الحمد لله.. هكذا قالت في نفسها.. وقفت بارتياح أمام المرآة.. صوت المذياع من الغرفة يأتيها واضحًا.. راحت تحاكيه وهي تنغم صغيرًا مميزًا. فجأة ألقت بنظرة سريعة على قدمها.. شهقت.. تشنج كل جسمها.. عيناها اتسعتا أكثر.. وأكثر.. لا تدري ماذا تفعل.. انه هو لاصقاً بمقدم.. "الحذاء" قذفت بالحذاء إلى الخارج.. راحت تصرخ.. وتصرخ.. أحست أنها تكاد تغيب عن الوجود.. كيف يحدث هذا؟! "البرص" أو "الوزغ" ملتصق بمقدمة الحذاء أخذت تقلب كفيها في حيرة.. "البرص" على مدخل الحمام.. وهي في الداخل كيف الخروج؟ لا أحد في الخارج تستعين به.. وهذا "البرص" من أشد الزواحف عداء لها.. أخذت تلف على جسمها القميص الذي بدا لها أنه أكثر ضيقاً. صوت المذياع لا زال صداه يصلها كأنه يشعرها بمن هو جانبها.. تشجعت أمسكت بعصا غير غليظة مدتها بيد مرتجفة إلى مقدمة الحذاء.. لعل "البرص" يتحرك إلى أي اتجاه المهم يخرج من هنا. البرص لا يتحرك.. فركت عينيها.. فتحت فاها ذهولا.. ودهشة إنه ليس "برصا".. كانت مقدمة الحذاء المصنوعة من كتل خيوط ملونة أخذت شكل "البرص" أو "الوزغ" انفجرت ضاحكة.. صارخة. ليس.. هو.. ليس.. هو!