تزايدت في الآونة الأخيرة نسبة الإعلانات التجارية على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" الأمر الذي أثار الكثير من المخاوف لدى مستخدمي الموقع من تحول الشبكة الاجتماعية الأولى في العالم إلى مجرد منصة تجارية للشركات ورجال الأعمال. دارت مناقشات حامية بين الشباب من مرتادي الموقع حول الدور الاجتماعي ل "فيس بوك" والذي لا يتعارض مع استثمار الموقع والحصول على عوائد مادية من خلال الإعلانات التجارية. في البداية أكد "Ahmed Awad Karim" أن كل مداخل الإنترنت أصبحت وسيلة للتجارة والإعلان عن المنتجات أو المؤسسات، لافتا إلى أن نسبة ثقة الأفراد في مثل هذه الإعلانات أصبحت ضعيفة بسبب كذب بعض المواقع واستغلالها لأسماء الشركات لجذب العضوية. وقال "Karim Bel Hadj Yahia" الفيسبوك يمارس اللعبة الإعلامية وهو في العالم أكبر مستقطب للشباب المتحرر من الوصاية الإعلامية الدولية التقليدية، فكيف لا يصبح فضاءا إعلانيا تجاريا دوليا رهيبا بشكل متسارع.. فأنا شخصيا حينما أفتح حسابي الفيسبوكي أجد إعلانات متنوعة تجلب انتباهي قبل الصفحات الواردة على حسابي.. إن ظاهرة الاستخدام التجاري للفيسبوك تحتاج لدراسة معمقة لتلم بكل جوانب القضية التي قد تثير حفيظة مؤسسات إعلامية دولية كبرى لا تريد أن تتحول صفحات الناس العاديين الفيسبوكية إلى فضاءات تجارية منافسة لها ومؤثرة على ميزانياتها وشعبيتها.. وقد يفقد الفيسبوك جزءا كبيرا من حريته لو أصبحت صفحات الناس المتألقين عبر الفيسبوك ملكا للمؤسسات الإعلامية الدولية الكبرى لاحقا... وأشار "Ali Alawy" إلى أن جانبا كبيرا من فيس بوك تحول إلى منصة تجارية، إلا أنه شدد على أن القسم الأهم والأكبر من الموقع ما زال محافظا على دوره الاجتماعي، مشيرا إلى أنه لا يشعر بأن هناك مانعا لاستغلال الموقع إعلانيا ما دام وفق ضوابط تحافظ على الدور الاجتماعي له. وقال "Ezzamzami Issa": الفيس بوك عرف تحولات كبيرة مع دخول كبرى الشركات العالمية في استتمار أموالها في شراء فرصة للإعلان على الفيس بوك، فالإعلان في الفيس بوك أقل ثمنا من الإعلان على التلفاز أو الراديو، وهذا يسهل العملية التجارية والعملية التواصلية بين الشركة والزبون. وأكد أن "فيس بوك" أضاف لمسة مميزة على عالم الاستثمار مع اندماج عدة شركات في فتح حساباتها عليه مما أتاح لهذه الشركات الحصول فرصة لدخول عدة زوار ومعجبين إلى صفحاتها في وقت قصير. وأكد "Muslem Alshammary" أن ثورات الربيع العربي التي ساهم "فيس بوك" في نجاحها دفعت بعض التجار إلى استغلال الموقع لتوفير ثروة لأنفسهم وقاموا باستخدمه لأغراض تجارية. بينما اعتبر "Fadi Sami Garmo" تحوّل فيس بوك إلى منصة تجارية أمرا طبيعيا. وقال: أكيد لأنه أصبح موقعا مشهورا جدا ويرتاده الصغار قبل الكبار والنساء قبل الرجال فأكيد سيكون علامة تجارية مميزة يستفيد منها أصحاب الشركات والاقتصاد. وقال "Yassín Serbout": هذا بطبيعة الحال، فكل أرباح فيسبوك تأتي من عائدات الإعلانات التي يراها المستخدمون أثناء التصفح. وبما أن مستخدمي الموقع كثيرون وفي تزايد مستمر فإنه يتحول إلى أرضية تجارية خصبة وناجحة جدا. واتفق معهم في الرأي أحمد حسن، مؤكدا أن أي شيء يجذب نظر الناس يصبح مصدر استقطاب للإعلانات، معتبرا نجاح الفيس بوك اجتماعيا هو السبب في وجود الإعلانات وهو شيء طبيعي جدا. وقال "أبو ياسر المرعبي": الفيس بوك ملتقى كبير جدا فيه المعلومة الجيدة والرديئة والصديق الحميم والسيئ في نفس الوقت، مؤكدا أن مشروع كبير كهذا لا بد من استغلاله لخدمة ملايين البشر ولا يتعارض ذلك مع وضع إعلانات على الموقع. بينما يرى "Yusef Ali Haman" أن أي موقع في العالم هو في الأساس يستهدف الربح المادي وأن الدور الاجتماعي هو شيء مكمل للمنصة التجارية وليس الدور الأساسي له. بينما اعتبر "Mohammed Eeden" أن الإعلانات التجارية تعطي الموقع زخما أكبر وتمكنه من تطوير دوره الاجتماعي. وقال: إنها تساهم في توسع دور الفيسبوك الاجتماعي وتقوده نحو الترويج للأفكار والمنتجات ويدخل مجال التجارة ويقود عجلة التغيير في كافة القطاعات.