ربما لا أحد يعرفه ولكنه أولاً وأخيراً إنسان مسلم ابن لهذا الوطن فمن حقه علينا أن ندعو له، فهو ليس ممن تتصدر صوره الصفحات، ولا لاعب كرة يتقاضى الملايين تقوم من أجله الدنيا ولا تقعد إذا حدثت له إصابة، ولا كاتب.. عبدالله الغامدي شاب بسيط طحنته الحياة وهو يركض خلف لقمة عيش نظيفة مثله مثل بقية الكادحين الطامحين في الأرض. الآن عبدالله ينام في سكينة تحيط به عناية الله ورحمته تلفه أسلاك ملونة وأنابيب تنقل لجسمه الأكسجين والسوائل وإلى جانبه شاشة معقدة تحسب نبضات قلبه الكبير وهي تعلو وتنخفض، ومن خلف زجاج سميك يقف أصدقاؤه وإخوانه ينظرون إليه وأعينهم تفيض وقلوبهم تتفطر، وفي مكان آخر هناك زوجته وأبناؤه ينتظرون سماع صوته الغائب. ادعوا له بقلوب صادقة لعله يستطيع النهوض.. ادعوا له لعل الألم يزول، فالكل يترقب اللحظة التي تدخل الفرح إلى قلوبنا ونحن نشاهده يتخلص من كل تلك الأسلاك والأنابيب ووجهه يشرق بضحكته الجميلة. حرك يدك يا عبدالله.. انظر.. إن الله قريب منك ونحن بانتظارك.. الكل بانتظارك ادعوا له من أجل تلك القلوب المنهكة، من أجل أعين ترقب وجه الأب الحاني واللمسة الدافئة، لحظات ملبدة في سماء الحزن نرفع أكفنا للخالق كي يبددها، وليل أسود لن يطول بإذن الله انهض.. انهض فقد تعلمت أن تنهض في الشدائد حرك يدك وابتسم وقل لنا.. أنا بخير فلا تقلقوا ادعوا له ولا تبخلوا.