لابد أن نشن حربا جديدة ضد السمنة لأن البحث العلمي أثبت أن السمنة سوف تكون من أهم عوامل الخطورة المسببة للأورام الخبيثة في السنوات القادمة. عندما يعاني شخص من السمنة فانه يصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض السرطانية الخبيثة بنسبة 8% و هذه النسبة سوف تتزايد لأن عوامل الخطورة المعروفة للإصابة بالسرطان أصبحت تحت المجهر وقد قام المجتمع الطبي بشن الحرب عليها منذ فترة طويلة مثل شن الحرب ضد التدخين واستخدام الهرمون البديل خاصة أثناء فترة سن اليأس. تعتبر السمنة وباء ... ووباء السمنة مازال يزداد بطريقة سريعة وتجد أن نسبة السمنة في بعض المجتمعات قد إلى تصل إلي خمسة وعشرين في المائة. كما أن السمنة تعتبر عاملا مهما لكثير من الأمراض مثل أمراض السكر وارتفاع ضغط الدم وأمراض الشرايين والقلب وسوف تصبح من أهم عوامل الخطورة التي تسبب الأمراض السرطانية. في بحث مميز أجري في أكثر من 30 دولة أوربية بين أن في عام 2002 م و 70 ألفا من 2 مليون حالة سرطانية كانوا يعانون من السمنة وبمقارنة هذا الرقم بما وصل إليه في عام 2008م وجد أن 124 ألفا من 2 مليون كانوا يعانون من السمنة. من أهم السرطانات التي لها علاقة قوية بالسمنة هي سرطان القولون وسرطان الثدي وسرطان بطانة الرحم. "السمنة عامل خطورة للإصابة لحوالي 20% من الأورام الخبيثة السرطانية". تشير الكثير من نتائج الدراسات في السنوات الأخيرة أن السمنة تأتي مباشرة بعد التدخين كعامل خطورة للإصابة بالسرطان. قد يكون السبب هو تغيرات هرمونية تزداد مع زيادة الوزن مثل هرمون الايستروجين وقد يكون السبب كيميائى فزيادة الأكسيد والحامض في المعدة بسبب السمنة يزيد من الإصابة بسرطان المعدة والأمعاء الدقيقة والاثنى عشر. إن الحد من السمنة في فترة الطفولة من شأنه منع الملايين من حالات الإصابة بالسرطان. و إن إنقاص الوزن واتباع نظام غذائي جيد والمواظبة على التمرينات الرياضية من شأنه التقليل ما يتراوح بين 30 و40% من حالات الإصابة بالسرطان. أستاذ علم أمراض النساء والولادة . كلية الطب والعلوم الطبية جامعة الملك عبدالعزيز بجدة.