* كل ما عانق الشموخ سحابات السماء.. وكل ما كان صوت القيثارة يعزف الدانة ولحن الطاروق والسامر.. كل ما كان صوت هذا الوطن هو انعكاسات الشموخ وزغاريد الفرح. نقرأ في اللون الأخضر دائما شعارا جسد معنى وحدة القلوب. وفي هذا الشعار الاخضر نتذكر كيف كانت قبله الألوان المتناقضة والمتنافرة التي كان يغطيها الغبار ويسكب عليها خليطا من ألوان النشاز وطلاسم الجهل والضياع. * كانت الدروب تائهة لا تصل بالمسافر إلا الى الموت. في زمن كان الفقر هو سيد الموقف في كل شيء. * فهل نمنح اليوم الذاكرة شيئا من الوقت في سفر بعيد الى ما قبل شروق شمس عصرنا الذهبي؟ * لكن أي طريق نسافر من خلاله للوصول بالذاكرة الى ذلك الزمن البعيد.. وإذا كان هناك مثل يقول ان كل الطرق تؤدي الى روما فإن الطريق الى ما قبل التوحيد يؤدي الى التعاسة غير ان في ذلك رياضة للفكر مهما ارتسمت امامنا صور مؤلمة بكل تناقضاتها نتيجة ذلك الشتات في حياة بلا معنى. إلا ان مثل هذه الرحلة في زمن الذكريات وحكايات المعاصرين واوراق التاريخ تجعلنا نقف اليوم في قراءة مقارنة مع حاضرنا الذي نعيشه اليوم لنرى كيف كانت قوة هذا التحدي الكبير لكسر كل حواجز الطبيعة القاسية واستخراج الإنسان من كهوفها لرؤية عالم الحياة الكريمة ليقف اليوم امام هذا الشموخ رغم السنوات القليلة من عمر زمن التوحيد. خاصة وان شهود العيان لازال منهم الكثير يعيشون بيننا في رؤية مجردة لهذه المقارنة الفعلية ما بين الامس واليوم.. فيا وطن رسموك على خارطة الفخر مجدا لكل الزمان وقاتلوا الجهل فيك واناروا لك الطريق بنسخة من القرآن.. لك اليوم ان تطل على الماضي وتتذكر من كان عنوانا لحاضر مشرق بالامن والامان.. ولنا ان نتغنى بك ونكبرك بحجم إكبارنا لذلك الرجل العظيم الذي قاد رايته الخضراء ليحملها اليوم ابناؤه من بعده الى ما فوق سحابات السماء تأكيدا لبناء وطن اكثر تحديا واكثر انجازا وطموحا لا يتوقف. ويا وطن اسقطت اليوم كل مراهنات الاغبياء.. ودحرت اطماع الاعداء.. وجعلتهم اقزاما امام هاماتك وفكر قادة عقلاء.. اقوياء بشريعة السماء.. يدحرون الشر ويمسحون دموع الاطفال والثكالى كل ما داهمت الويلات أوطان المسلمين في كل مكان. أيها الوطن لنا اليوم وفي كل يوم ان نرسمك صورة رائعة بريشة من الذهب ولنا اليوم ان نكتبك قصيدة ونعزفك وترا ونقولك اغنية. فأنت يا وطني تاريخ المجد وحلم الحقيقة. ومهما كان حجم تاريخك فأنت التاريخ ومهما كان الشعر بيتا فأنت على الدنيا قصيدة.