.. حتى الجمال في الجماد اصبح مشوهاً ولايوجد من يتغزل به وهذه جدة مثالاً بعد ان تعدد ازواجها ومنذ أكثر من ثلاثين عاماً انشئ أول كبري على تقاطع طريق مكة - كيلو"2" مع قصر خزام وسمي حينها بكبري "الخير" انسياقاً مع العديد من وجوه الخير التي جاءت مع وجه الخير الملك خالد طبيب الله ثراه والتي تمثلت في الطفرة الاولى التي شملت الجميع او كادت وعلى ضوئها زادت رواتب الموظفين اكثر من مرة وانشأ العديد من الصناديق الاستثمارية بما في ذلك صندوق البنك العقاري الذي ساهم مساهمة فعالة في توسع العمران وامتداد المدن والقرى بالبناء لدرجة انك تغيب عن المدينة او القرية التي تسكن فيها اسبوعاً واحداً فتعود لتجد ان العمران قد تخطى منزلك الذي كان في اطراف العمران. وكان بناء ذلك الكبري يعتبر ظاهرة جديدة في عهد مدن المملكة ومن ذلك الوقت انطلقت مجموعة من الكباري في مدينة جدة في عهد طيب الذكر المهندس محمد سعيد فارسي بمشاركة وزارة المواصلات ممثلة بوكيل الوزارة الدكتور ناصر السلوم في ذلك الوقت وقد كان من انجازاتهما معاً عدد من كباري طريق المدينة والخط الدائري الذي يربط مدينة جدة من شرقها إلى غربها مروراً بالاستاد الرياضي الى سوق السمك على الشاطئ الغربي لمدينة جدة امام ميناء جدة الاسلامي. كل ذلك حدث في فترة قصيرة جداً لا تتعدى الخمس سنوات ترك من خلالها المهندس الفارسي امانة مدينة جدة بعد ان وضعها على قاعدة التطوير والتحديث وتحولت الى مدينة جذب كالعروس ليلة زفافها ولو فعل كل الامناء الذين جاءوا بعده في اكمال ما احدثه الفارسي من تطور في بنية تحتية وفوقية لمدينة جدة لما تحولت في الوقت الحاضر إلى مدينة احوالها مش ولابد بل تسد النفس وتكاد تخرجك من توبك وانت تتجول في شوارعها واحيائها من جراء قصور معظم الخدمات من مياه إلى كهرباء إلى صرف صحي إلى تكدس مرور إلى بناء سبعة ادوار في منطقة بثلاثة ادوار إلى استيلاء على بعض الحدائق العامة وهل تكفي هذه الكباري القصيرة التي تقام في الوقت الحاضر على بعض التقاطعات كالاربعين مع التحلية وميدان الطيارة وتقاطع الامير ماجد مع شارع غرناطة ثم أين الكباري العلوية التي تخترق اكثر من تقاطع وهل يعتقد امناء المدينة الذين تعاقبوا على امانة جدة بعد الفارسي ان هذه الكباري التي تنشأ على التقاطعات كافية لحل مشكلة المرور في مدينة جدة بعد ان اصبح اعداد سكانها اكثر من ثلاثة ملايين نسمة فكيف عندما تزداد وتصبح كمدينة القاهرة بعدد سكانها الخمسة عشر مليوناً هل تفيد فيها هذه الكباري القصيرة جداً ثم الا يعلم المخططون والمنفذون لهذه الكباري ان الزحمة ترحل من كبري الى تقاطع آخر ليس مقام عليه كبري، كتقاطع التحلية مع الامير ماجد لدرجة أن أرتال السيارات تتوقف منذ النزول من كبري الاربعين قاصده الوصول الى شارع تقاطع التحلية مع الامير ماجد . انني اتمنى ان تخفوا علينا - واقصد - امين جدة الحالي والمنفذين لمثل هذه الكباري على التقاطعات فهي كباري قصيرة جداً ولن تحل مشكلة الزحام وحل المشكلة هو في اقامة كباري طويلة تخترق شوارع المدينة من شمالها الى جنوبها ومن غربها الى شرقها ومن خلالها تفتح مخارج لمن يريد الوصول الى نقطة او منطقة بعينها اما "كباري الاطفال" هذه التي تقام ثم تنقل ازدحام الحركة الى التقاطع الذي بعده فعدمها خير من وجودها وجدة تحتاج إلى ان تربط بكباري متواصلة وطويلة جداً تخترق اكثر من تقاطع لاذابة هذه الازدحامات المرورية الطويلة تحت الاشارات وما يكفي ان جدة التي ودعها الفارسي عروساً قد دمرتها التشوهات من كل جانب بحيث لم يعد فيها ما نتغزل به سوى ماضٍ جميل لا اعتقد أنه سيعود رغم وجود مايسمى بالطفرة الثانية.