رحم الله الشاعر والأديب والسفير عمر كردي، هذا الرجل الذي احبه الناس. بل اجمعوا على حبه وهذا من فضل الله عليه .. احبه البعض لدينه وخلقه.. والبعض الآخر لأدبه وشاعريته الرصينة وأمانته وحسن تعامله ووفائه .. وأحبه البعض لعمق تفكيره.. وسلامة رأيه وحصافة فكره وشعره.. وسبحان الله الذي اكرمه بكل هذا الحب .. ولا يجتمع الناس على باطل .. كان يحب الحوار.. وكانت لديه قدرة على احترام الرأي الآخر وممن يألف ويؤلف .. كما تميز بقدرة على العمل الدبلوماسي وتمثيل المملكة في المحافل الدولية بصورة مشرفة خلال تاريخه الحافل بالعطاء. والاخ العزيز عمر كردي رجل من اصحاب الهمم العالية وهكذا كان دأبه في حياته العملية فقد تخرج في مجال الحقوق من جامعة القاهرة وعمل بعد تخرجه مستشارا قانوينا في وزارة الثروة المعدنية ثم تقلد بعد ذلك العديد من المناصب الدبلوماسية وكان آخرها سفيرا للمملكة في النمسا ومندوبها الدائم لدى المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة فيها. والأخ السفير عمر كردي واجهة أدبية مشرفة ومشرقة فقد كان شاعراً عزير الانتاج سباقاً للمطالعات الشعرية والأدبية حريصاً على اللقاءات والندوات الشعرية وهو - كما ذكرت رجل دبلوماسي - ولكن دبلوماسيته ذابت في بوتقة ادبه وشعره وحبه للشعر الرومانسي ، كما تميز شعره بالانفتاح على هذا العالم بوقع حركته المتغيرة السريعة ومحاولاته الدائمة في استشراف المستقبل ولقد كانت لقاءاتي به كثيرة ومناقشاتنا تدور حول تراث هذه الأمة فقد تصدى لهذه القضية على وجه الخصوص في ادبه الشعري ولاشك أن رحيله خسارة للثقافة والأدب وللسلك الدبلوماسي فقد كان من الرجال الذين آمنوا بهذه الرسالة ولكنه قضاء الله وقدره ولا راد لقضائه. أسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يخلفه خيراً في أهله وولده ، إنه قيمة ادبية شعرية دبلوماسية اختفت ولكنها ستظل بيننا. "إنا لله وإنا إليه راجعون"