الوسيلة التعليمية لها مكانة مهمة في المجال التعليمي ، من أهم الأسس التي تقوم عليها العملية التربوية التعليمية كونها تساعد على تبسيط المفاهيم والمعلومات ، وارتكازها في عقل المتعلم ، وتقوم بدور أساسي في إيصال الرسالة التعليمية بأسلوب جذاب ومشوق ، فتحول المتلقي من إنسان سلبي إلى شخص ايجابي متفاعل مع ما يصل إليه من معلومات ، فالوسيلة التعليمية الناجحة توفر الوقت والجهد على المعلم والمتعلم على حد سواء ، إذ يصل بها المعلم إلى مآربه في عملية التعليم ، ويشعر بالرضا النفسي عندما يحقق النتائج المرجوة ، وقد اعتنى الإسلام بها بمفهومها الشامل من خلال استخدامها في الذكر الحكيم في أكثر من موقف ليبين بعض الأحكام والآداب الإسلامية بشكل مبسط ، وبأشكال متعددة بحيث تتناسب مع العقلية البشرية ، وإمكاناتها المختلفة ، فكان منها على سبيل المثال التلميح بالأمثال { مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } والأسلوب القصصي { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ } ( أصحاب الكهف – أصحاب الأخدود – ذو القرنين - هابيل وقابيل ، الغزوات ... ) وأسلوب التشبيه التمثيلي { مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌٌ } إلى غير ذلك من الوسائل التي ورد ذكرها في القرآن الكريم ، كما استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم الوسيلة التعليمية في نشر دعوته ، فاستخدم أرقاها عند تعامله مع صحابته رضوان الله عليهم بهدف إيصال المعلومة بوضوح لا غبار عليه، ومن تلك الوسائل التي كان يتعامل بها صلى الله عليه وسلم مع صحابته رضوان الله عليهم التكرار ، والتأني في العرض فكان عليه الصلاة والسلام لا يستعجل في كلامه ، بل يفصل بين كل كلمة وأخرى حتى يسهل الحفظ ولا يقع التحريف والتغيير عند النقل ، وقد استخدم عليه الصلاة والسلام الوسائط المتعددة ، والتي منها ( حركة اليد – الرسم ... ) لتقرير وتأكيد المعنى في نفوس وعقول المتلقين من الصحابة ، فحري بالمعلمين والدعاة التأسي بهديه صلى الله عليه وسلم،والاستعانة بالتقنيات الحديثة ، واستخدامها الاستخدام الأمثل في تعليم الناس أمور دينهم ودنياهم ، فما أعظم هذا الدين الحنيف ، وما أروعه حيث كان له السبق في كل ما نستخدمه من وسائل تعليمية إيضاحية في كل أمور حياتنا الدنيوية في عصرنا الحاضر . *همسة : العلم نور والجهل عار . ومن أصدق من الله قيلاً { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ } . ناسوخ / 0500500313