أعتدل رجل الاعمال في جلسته على كورنيش جدة مع رفاق دربه يسترجع ذكريات الدراسة والسفر في بلاد الفرنجة قبل ان تشهد العروس هذا الشاطئ الجميل لقضاء الوقت والنزهة بين الأهل والربع.. واجواء ليلها المنعش. وتشعب الحوار الانساني.. وانتقل الى الاقتصاد والازمة العقارية العالمية.. وعدم تأثر اسواق المملكة والتطور العقاري الدائم في الكثير من مشاريعها الانمائية ومدنها الاقتصادية في اكثر من مدينة. ونتائج القرارات الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله لدعم الاقتصاد السعودي وأهله .. وما ينتظر المستثمرين من أرباح بدأت نتائجها تظهر للعيان. وباعتبار احد زملاء السهرة من المصابين بأعراض الصحافة ممارسة واهتماماً.. فقد شمل النقاش الجديد في عالم صاحبة الجلالة والتعليق على ذلك الخبر الطريف الذي نشرته الجريدة الرائدة "البلاد" في صفحتها الاخيرة حول ماقاله مدير عام تلفزيون جدة الاستاذ خالد البيتي عما ينشر بتوقيع بعض الكتاب "بضم الكاف" من مواضيع رصينة وجيدة لاتتناسب مع ثقافتهم المعروفة عنهم .. وتأكيده أنه طبخ معروف والطباخ الذي يعد الطبخة لانعرفه وعلينا الصبر لنعرفه .. ولم يطل الحوار حول هذه النقطة المؤلمة .. واتفق كل الاطراف على ان ما يحدث لم نتعوده في مجتمعنا ومن الصحفيين الرواد وممن يمارسون الكتابة .. وان لم يصلوا الى الشهرة السريعة كالذين يمارسون فعل الكتابة بغير أقلامهم.. ولكنهم كانوا يملكون القدرة على العطاء والقراءة كما يقول مؤرخنا الراحل المقيم محمد حسين زيدان رحمه الله .. فمن القراءة القوة والمعرفة بعكس الدخلاء على هذه المهنة الخالدة. وتطرق النقاش الاخوي بين الصحبة والسمار الى ما كتبته الصحافة المحلية واخذته بعضها كمانشيت رئيسي على سبعة اعمدة عن ايقاف وزارة التعليم العالي السعودية لنشاط "52" مكتباً ومؤسسة تقدم شهادات التعليم عن بُعد للدراسات الجامعية.. والتي تروج للشهادات الوهمية والشهادات الصادرة من جامعات غير معترف بها. في تصريح للدكتور عبد الله القحطاني مدير عام الإدارة العامة المكلف لمعادلة الشهادات الجامعية .. الذي اكد بأن كل تلك المكاتب تعمل بشكل غير نظامي ولاتملك ترخيصاً لممارسة نشاطات تعليمية بالتعاون مع جامعات خارجية"؟!". وعلق زميل في الجلسة ممن كاد ان يقع في براثن هذه الجامعات الوهمية .. بأن مثل هذه الاخبار في مجتمع جدة أصبحت كثيرة .. ألا تكفيها المعاناة من الحفريات والصرف الصحي في المواقع الترفيهية على الكورنيش الجميل .. وحجب الاطلالة البحرية عن الناس والنزهة المجانية .. حتى يستغل بعض الدخلاء حاجة الشباب للدراسة والعمل والمستقبل .. ليقدموا لهم احلاماً في المشمش على رأي الزاوية الشهيرة في هذه الجريدة.. للحصول على اموالهم وتسليمهم للأحلام السراب التي لن تتحقق بهذا الاسلوب. وعاد القريب من المتاعب.. والغارق في همومها وما تقدمه من اخبار وتحقيقات الى ايضاح المزيد من الحقائق التي يعرفها حول هذه الظاهرة. بعد ان اصبح حرف الدال من مقومات الوجاهة الاجتماعية والتجارية في بلادنا التي لم تألف مثل هذه التوجه والغش الذي يمارسه البعض .. والاساءة الى الدراسة الاكاديمية واهلها الحريصين على العلم والثقافة. بأن الطامة الكبرى ان امثال هؤلاء المدعين لايكتفون في اعمالهم بخداع انفسهم بل الناس الذي يتعاملون معهم من خلال شهاداتهم المضروبة ودرجة الدكتوراه في تخصصات لايعرفون ابجدياتها .. ووصل شرهم الى آية هذا الزمان "الصحافة" اليت اصبحوا يمارسون فعل الكتابة فيها من خلال اقلام مأجورة.. والحل .. قالها اكثر من رفيق في الصحبة وهم يرشفون الشاهي المنعنش قبل ان يبرد. وجاء الرد والاجابة من اكثر الحاضرين عمراً ومقاماً الذي اخرج لفافته واشعلها ونفث دخانها في الهواء بعد ان عدل مزاجه بنسمة هواء شمالية. يا شباب جيلكم محظوظ في إنجازاته ورفاهيته وعايش في خير لم نكن نعرفه . .ولكنه يفتقد الى أمور اخرى مهمة كالمصداقية والثقافة الموسوعية .. وتغير الحال والاخلاق عند بعض الناس. وفي رأيي ان الحل لمثل هذه المشاكل والمعضلات التي تنكد على حياة الكثيرين وتزيد في امراض العصر التي لم نكن نعرفها كالحلو المر والضغط والحالات النفسية الصحية ان تضرب الدولة ممثلة في ولاة الامر كعادتها بيد من حديد .. وبمساعدة كل من يهمه الامر للقضاء على هذه السلبيات المخالفة للقيم والعادات العربية والاسلامية الاصيلة التي تعودناها ولمسناها وعشناها. وحتى ينتهي طابور هؤلاء الدكاترة الوهميين ونكشفهم بحيث لايكون تأثيرهم عكسياً في حياتنا الانسانية. يجب ان نكشفهم .. بالنشر عن حقيقة شهاداتهم المضروبة المغشوشة ونشجع العلم واهله بالطرق النظامية. وان لانعطيهم من خلال المختصين في صحافتنا القدوة فرصة الظهور على اكتاف الاخرين .. عندها سوف ينتهون ويتلاشون .. ويصبح مجتمعنا اكثر نظافة واهمية ومصداقية. وانتهت السهرة والصحبة الطيبة وتفرق الجمع بعد ان ازداد الجو رطوبة .. واستقلوا سياراتهم للعودة الى منازلهم التي ألفوها.. على امل اللقاء مجدداً في عطلة الاسبوع القادم لاستئناف التجمع والحوار.. وتبادلوا السلام. ناشر ورئيس تحرير مجلة العقارية عضو هيئة الصحفيين السعوديين