إن تعنت الإسرائيليين بعدم الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967 ورفضهم لتنفيذ القرارات الدولة، وإعادة اللاجئين إلى أراضيهم ليس في صالحهم، وأذكركم بالحروب الصليبية حيث أتى الصليبيون واحتلوا بيت المقدس وقتلوا المسلمين حتى صارت الدماء كالأنهار وإن قائد الحملة في تلك الأيام كتب إلى البابا يخبره بأنهم قد قتلوا من الكفار -ويقصد المسلمين- حتى سالت الدماء في الشوارع كالأنهار، وقد بقي بيت المقدس والقدس تحت الاحتلال حوالي مائتي سنة، وبعد ذلك هب المسلمون بقيادة صلاح الدين الأيوبي وأخرج الصليبين من بيت المقدس. والتاريخ يعيد نفسه، فإذا كان المسلمون في هذه الأيام في حالة تفكك وضعف وإن الولاياتالمتحدة في أوج قوتها وجبروتها، فإن أفول هذه القوة أخذ يتظاهر حيث ألمت أزمة اقتصادية حادة بالولاياتالمتحدة آخذة في التفاقم بسبب نصرتها لإسرائيل وشنها حروبا على بلاد المسلمين، من أجل إضعافهم أمام دولة إسرائيل، فقتلت وبطشت وظلمت، وقد كلفها ذلك هزة اقتصادية عنيفة يمكن أن تطيح بهذه القوة العظمى وتفتت ولاياتها إلى دويلات. وإن الشعوب الإسلامية كما عُرف عنها لاتهاب الموت ولا قوة السلاح، وسوف يستردون أراضيهم بالقوة حينئذ سوف يقع اليهود في ضائقة لايعلم مداها إلا الله، فأنصحهم وأنصح الرئيس الأمريكي أن يحلوا المشكلة من جذورها لا أن يجاملوا اليهود خوفا من اللوبي الضاغط في الولاياتالمتحدة. وإن المسلمين سوف يواجهون تعنت إسرائيل بتضامنهم وتعاونهم واتحادهم، فديننا الإسلامي يحثنا على ذلك، بل يحتم علينا ذلك، فبالرغم من وجود بعض الاختلافات في وجهات النظر بين الدول الإسلامية ولكنها إذا ألمت بأن الخطر داهم عليها من إسرائيل فإنها سوف تطرح هذه الخلافات جانبا وتتحد لكي تقف أمام المد الصهيوني المتعنت، وسوف تتبنى المقاومة وتمدها بالمال والسلاح حتى يستعيدوا القدس والأراضي المحتلة في عام 1967م بالقوة، وسوف يضطر اليهود إلى الهجرة من فلسطين إلى ديارهم الأصلية لأن دولة إسرائيل لامحالة إلى زوال، وهذا مايتوقعه العقلاء من اليهود، وإلى اللقاء في الحلقة القادمة. فاكس 8266752