رحم الله عودة ابو سلمى ذات يوم وكان يشغل دكانا في منطقة ما يسمى بباب السد في بداية شارع درب الجنائز من الجهة الغربية حيث قال لي وبأسلوبه المتهكم "شوف جارنا فلان" يمشي بدون "تفلان" وكان جارهم ذلك رجلا متقدما في السن ضامر الجسم لديه دكان صغير، عرف بالصلاح والتقوى، وامام ذلك الدكان تصطف عشرات "الجوالين" البلاستيك لكي ينفث فيها من فيه وترى السعادة تطفح على وجه حامل "ذلك الماء" عندما يأتيه السرى وتتم عملية "النفث" كان ذلك يجري كل يوم امام نظر "عودة" الذي لم يتحمل ذلك المشهد فقال عبارته "الرشيقة" الدامية – الساخرة انه يمشي بدون تفلان. لقد امتدت هذه الحالة الى آخرين فتحولت بعض المساجد الى اماكن لتصيد هؤلاء واستحلاب جيوبهم وأخذ ما فيها، الآن أصبح الأمر أكثر تطوراً فهذه بعض القنوات الفضائية التي فتحت دكاكينها لهؤلاء الذين لا يردهم شيء في الضحك على السذج من الناس، بل وصل الحال الى مواقع في الانترنت لتصيد بعض هؤلاء الذين يندفعون الى شباكهم بكل رضاهم وقناعاتهم بأنهم سوف يشفون مما بهم من امراض نفسية او مادية بل تخطى ذلك كله ان يأتيك صوت من افريقيا ليقول لك بنبرة أجشة، لقد رأيتك في المنام انك مسحور وعليك ان تذبح بقرة لفك هذا السحر، والبقرة لابد ان تذبح بعيداً عن بلدك، فادفع ثمنها عن طريق البنك ونحن نذبحها لأن فك السحر يتم في "جلدها" وهكذا تدور الحكايات المضحكة، ورحم الله عودة أبوسلمى، يا ليته عاش الى هذا الوقت ليرى كم هي درجة الدجل قد اصبحت؟