العصبية القبلية إحدى أعنف أدوات الهدم الإنساني والحضاري والفكري كما أنها أي "العصبية" تتناقض مع الجانب الديني تناقضاً كلياً فقد ألغاها ديننا الإسلامي منذ مايزيد عن أربعة عشر قرناً وقد ورد الكثير من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تبين أن الناس سواسية لافرق بين عربي ولا عجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح قال تعالى :ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم) سورة الحجرات آية 13. والدين الإسلامي هو النبراس الذي يجب أن نهتدي به في كل أمور حياتنا .. إلا أنه ومع الأسف الشديد برزت في الآونة الأخيرة القبلية العمياء بسبب بعض القنوات الفضائية التي تعرض برامج ومسابقات غير مدروسة تأثر بها بعض البسطاء من الناس ونجم عنها مشكلات لاحصر لها خصوصا بين فئة من طلاب المدارس .. حيث يفاخر البعض بقبيلته ويقلل من شأن الآخرين .. ولا أود أن أحدد مدارس أو محافظات بعينها حدثت فيها مثل هذه المشكلات , فالصحافة قد نشرت عنها الكثير وكشفت المستخبي. ولأن العقل جوهرة غالية منحها الله الإنسان فمن خلاله يستطيع تمحيص وتحليل الكثير من الأمور.ومن بينها الآثار السلبية للعصبية والتي تتناقض مع الفكر السوي .لذا نلحظ أن مروجيها هم من الفئة التي لم تستوعب بعد خطورة مايقدمون عليه وماتسببه من شروخ وتصدعات في المجتمع . وبديهي فالإنسان يتعقلن بالفكر والمعرفة السليمين, ومتى تحققتا للمجتمع ؟ فسوف يتصدى لكل من ينادي إلى تفتيته . ومن مصادر المعرفة الأسرة باعتبارها النواة الأساسية التي يستقي منها الطفل ثقافته الأولى , وكذلك المدرسة كمصدر آخر ومهم تسهم في التنوير الثقافي والمعرفي والتربوي .. ويأتي المجتمع كحاضن هام للأسرة والمدرسة والشارع والمسجد ووسائل الإعلام والأندية الرياضية والثقافية وغيرها . كل تلك القنوات تسهم في تنامي المعرفة سلباً أو إيجاباً ,ومن الجوانب المؤلمة حقاً , التناقض الشديد بين ما يدرسه التلميذ من خلال المقررات الدراسية والتي تنادي إلى المثل والأخلاقيات .. وبين ما يتلقاه من ثقافة أسرية أو من أي وسيلة ترسّخ في ذهنه العصبية المقيتة ، هنا يحدث الخلل . ويتسبب في وقوع الكثيرين من الشباب في مأزق التشويش الذهني والتناقض الفكري . وبما أن العصبية مقيتة وهدامة وتسبب شروخاً في المجتمع .. فمن الضرورة بمكان قيام القنوات الفضائية خصوصا التي ضخمت القبلية بعرض برامج تثقيفية وتنويرية تنبذ العصبية وتنمي مفهوم الوطن الكبير. الفضاء الإنساني والفكري والحضاري الواسع .. فوطننا المملكة العربية السعودية يستحق منا جميعاً البذل والعطاء والتناغم والحب .ونبذ وإقصاء كل شيء يدعو إلى التفرقة . * فاصلة: ثبت أن قناة فضائية واحدة تؤثر في ثقافة المجتمع بما يزيد عن تأثير ألف مدرس