.. حين صاغ شاعرنا المجرّب آنذاك كلماته المعُبرة .. ظنّنت وقت سماعها من الحبيب الغالي والدي رحمه الله وجزاه المولى عن تربيته لي وتكرار الأمثال على مسامعي.. والمقصود من كل ذلك أن أفهم وأن استوعب وأن أتربى على أن هذه الحياة التي نحياها فيها مسالك كثيرة اقساها الفقر الذي خُلقنا وسط بيئات فقيرة حتى الاعماق. وهذا البيت المثال بقول: إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة .. ووقتها كنت أعمل في "دكان قماش" بمكة المكرمة زادها الله اشراقاً ونوراً وعزة ومكانة .. قلت ظنّنت أن هذا الشاعر يهذي بدون معنى .. لكن الواقع المعاش يؤكد صحة ما قاله هذا الشاعر الملهم.. لكن الايام علمتني والظروف القاسية آنذاك .. حين كنا نعمل مع "6" نفر من هذه الفصيلة آياها "الحضارم" نقضي الساعات الطوال .. عملاً جاداً وجهداً شاقاً متواصلاً لانتوقف الا وقت "الصلاة" نرتاح أن كانت هنا راحة. والآن.. دعونا نمعن النظر .. ونرى الشباب وهم يملأون الطرقات والاسواق .. والمنتزهات ولاهم لهم الا ضياع الوقت اسفافاً واستهتارا هداهم الله واعاد لهم رشدهم ولسان حالهم يقول لابأس الوالد او الوالدة سيمّدونا بالمال الوفير وستمتلئ جيوبنا وقبلها كروشنا .. ونلبس أحسن الألبسة وابهاها واغلاها ثمنا. ديننا المجيد دعا للعمل الجاد وانبياؤنا صلوات الله عليهم كانوا يعملون بشتى انواع المهن الشريفة ويكفي ان حبيب هذه الامة صلى الله عليهم وسلم كان يعمل موظفا لدى زوجته خديجة - رضى الله عنها وكذا الانبياء.. كانوا يعملون في الحدادة والنجارة وبناء كل ماهو جيد ونافع للحياة واسس هذه الحياة .. وسوف اؤكد من جديد بل واؤمن بصدق وولاء للمقولة الرشيدة" وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".. وياشباب هذا الوطن المبارك أنتم تحيون في العصر الذهبي . ومعكم وبكم الاب المخلص والحاني عبد الله بن عبد العزيز أو من هم معه من رجال مخلصين .. محبين لكم. وفضلا اطرحوا من عقولكم الكلمات السائبة والمعاني التافهة والصفات اللامعقولة .. العمل .. العمل و.. الجهد الجهد والاتقان الاتقان.. فأنتم أمل المستقبل والخير العميم .. لن يكون التطلع الى البيوت العالية ولاركوب السيارات الفارهة ولالبس الثياب الزاهية ولاضياع الوقت في النوم والتسكع وضياع الساعات دون معنى ولافائدة. .. اجل .. الخير العميم في التفكير .. بجدية وحرص على العلم في المنشآت الصناعية. يا أمان الخائفين وحسبنا الله ونعم الوكيل جدة - ص.ب 16225