نعلم جميعا أن الشركات العاملة في بلادنا في مجال الاتصالات تتنافس فيما بينها لتقديم أفضل الخدمات وأيسرها للمشتركين وهو أمر انعكس حقا على مستويات الخدمات المتقدمة وأسعار المكالمات المنافسة، وتنوع العروض المتاحة، وكل ذلك استفاد منه المواطن والمقيم. وأعلم حق العلم أن من بين هذه الشركات تسعى شركة الاتصالات السعودية وهي اعرق هذه الشركات وأقدمها، تسعى الى التميز دوما وأن تكون في الطليعة ، ومن باب الحرص الشخصي على أن تحافظ الشركة على هذا المستوى من التميز والريادة أطرح في هذا المنبر الإعلامي الوطني قضية مواطن تعطلت مصالح مهمة جداً له خلال اربعة أيام كاملة حينما قطع اشتراك جواله بسبب عدم تسديده لمبلغ ريالين وإحدى عشرة هللة، فقط لا غير. وتفاصيل هذه القضية أن أحد عملاء التميز لشركة الاتصالات سجلت عليه مديونية في رقم جوال قديم بمبلغ يصل الى قرابة ألف وأربعمائة ريال، دون أن تصله أي فواتير بالبريد او ترسل اليه رسائل نصية عن طريق رقم جوال التميز، فأنى له أن يتمكن من سداد المبلغ المسجل عليه وهو لا يعلم عنه شيئاً ولم تصله أي فواتير أو معلومات؟ علما بأنه عميل منتظم في السداد لأكثر من عشر سنوات ولم يتأخر يوما واحدا عن سداد أي فاتورة تخصه ، وفواتيره جميعا بآلاف الريالات. والنظام المتبع في شركة الاتصالات اليوم انه ان كانت هنالك مديونية مسجلة على مشترك ما في احد ارقامه المقطوعة او سواها، ثم تجاوز رقم آخر الحد الائتماني المقرر له وقطعت الخدمة عنه مؤقتا، فإن الخدمة لا تعاد إليه الا بعد تسديد المديونية القديمة اضافة الى المبالغ المسجلة على الرقم المقطوع مؤقتا بالكامل علما بأن المشترك لا يتلقى اي سابق انذار بذلك ولا يشعر الا بقطع جواله فجأة. وهو ما حصل تماما لعميل التميز هذا الذي انقطع رقم جوال باسمه يستخدمه احد ابنائه بعد ان تجاوز حده الائتماني، ولأن ذلك حصل من قبل وهو ملم بالإجراءات بادر الى تسديد المبلغ المسجل على الرقم بالكامل فلم تعد الخدمة فاتصل برقم 902 ورد عليه الموظف بعد عناء، وأخبره أن عليه مديونية قديمة لرقم معين وزوده بالرقم ورقم الحساب فأسرع هذا المشترك الى إحدى آلات الصرف الآلي وسدّد المبلغ الذي يظهر له في الشاشة على رقم الحساب المعطى له، ولم يكن لديه وقت للسؤال والاستفسار أو التحقق، فإن ابنه بحاجة ماسة للجوال في فترة الاختبارات.. وانتظر لساعات بعد التسديد على أمل أن تعود الخدمة، ولم تعد. عاد واتصل ب: 902 مجدداً فأخبره الموظف أنه بقي عليه مبلغ ريالين واحدى عشرة هللة من المديونية القديمة، وأن النظام الآلي لن يعيد له الخدمة الا بتسديدها، وحاول أن يشرح للموظف أن المبلغ تافه، ولكنه أجابه بأن الكمبيوتر لا يفرق بين ريالين ومليونين طالما أن المبلغ سجل على أنه مديونية، وأن عليه سداده في إحدى مكائن الصرف الآلي أو بالإنترنت أو بالتهاتف المصرفي. حاول المواطن التسديد بداية بالانترنت فلم تقبل العملية، فبادرنا بالاتصال بالهاتف المصرفي في عدة بنوك فلم تقبل كذلك. لجأ من بعد ذلك الى مكائن الصرف الآلي ومرّ على بنك الراجحي ثم الامريكي ثم البريطاني ثم الفرنسي، ولم تقبل أي منها العملية، فعاد واتصل بالشركة، فأخبره الموظف للمرة الأولى أنه لا يمكن إيداع هذا المبلغ فعلا الا في البنك الاهلي. وأمر المشترك عليه وألح بالسؤال أن لا يعذبه ويضيع وقته فأكد له أن البنك الأهلي سوف يقبل العملية فانطلق الى آلة البنك الأهلي ورفضت العملية مجدداً ورفع المبلغ الى عشرة ريالات ثم مائة ثم ألف، وظل الرد على الشاشة بأن الفاتورة مسددة ولا تقبل عليها أي دفعات، وعاد مرة أخرى واتصل بالشركة وأصرّ على التحدث الى أحد المشرفين أو المدير المناوب ولم يمكنه الموظف من ذلك الا بعد مشادة بينهما وحين تحدث الى المشرف قال له: إن هناك طريقة واحدة لتسديد الريالين وهي نقل المديونية الى جوال آخر من جوالاته العاملة ولكنه يفعل ذلك كخدمة خاصة لأن المشرفين ليست لديهم الصلاحية في ذلك. وبالفعل نقل الريالين الى جوال آخر وعادت الخدمة الى الجوال المقطوع بعد معاناة طويلة عاشها عميل التميز وتعطلت مصالحه الاربعة ايام كاملة، ولديّ كل المعلومات التفصيلية حول هذه الواقعة لمن يطلبها، والسؤال لمَ لم تتبع طريقة التسديد هذه منذ البداية؟ وكيف تضمن شركة الاتصالات عدم تكرار مأساة كهذه في المستقبل؟