أطماع وأوهام الصهاينة اليهود ودعاواهم الاستعمارية يدحضها بعض العلماء والعقلاء اليهود غير الصهاينة، الذين يفصلون بين اليهودية كديانة وبين الصهيونية كحركة استعمارية وكشاهد زور على صحيح الديانة اليهودية، ويرفضون اعتبار اليهود أمة، ويحملون إسرائيل الصهيونية المسؤولية الأخلاقية عن مأساة الشعب الفلسطيني. ؟يؤكد ذلك شاهد يهودي إسرائيلي من أهلها بدرجة مؤرخ هو «شلومو زانت» أستاذ الدراسات التاريخية بجامعة تل أبيب في مقابلة أجرتها معه صحيفة «فرانكفورتر روند شاو الألمانية» ونشر على موقع الجزيرة الفضائية قائلا إن إصرار إسرائيل على مطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بها دولة يهودية يمثل تطورا خطيرا، واصفا كلام نتياهو فى هذا الشأن بأنه يقود إلى سلطة عرقية في بلد ربع سكانه من غير اليهود! معتبرا أن الحديث اليوم عن دولة يهودية هو ممارسة شاذة للديمقراطية، وقال بوضوح: «المؤرخون الصهاينة حولوا الإنجيل من كتاب ديني وأدبي إلى كتاب قصص للترويج لأسطورة الشعب اليهودي، لكنه كمؤرخ يقر بأن إسرائيل ولدت نتيجة لجرائم اغتصاب وقعت لحقوق الشعب العربي، لكن هذا الطفل الذي ولد لقيطا، يقصد إسرائيل، ينبغي أن يبقى على قيد الحياة». لكنه يرى كيهودي أن إسرائيل ينبغي أن تكون دولة ديمقراطية لجميع مواطنيها، وأن عودة اللاجئين الفلسطينيين حق بالمعنى الأخلاقي وكابوس على إسرائيل بالواقع السياسي، لكنه في النهاية طالب إسرائيل بالاعتراف بأن تأسيسها تسبب في نكبة الفلسطينيين وتشريدهم وتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والتاريخية عن معاناتهم، وطالب أوروبا وأميركا بإرغام إسرائيل على الانسحاب من كل الأراضي التي تحتلها، لتقوم عليها دولة فلسطينية بحدود 67، معربا عن أمله في قيام دولة ديمقراطية واحدة تضم الفلسطينيين والإسرائيليين مستقبلا، أما الآن فإنه يؤيد حل الدولتين لمجتمعين وليس لشعبين «لآنه لا يوجد شعب يهودي ولأن اليهودية دين وليست أمة» ! وفي رأينا أن الأديان السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام ديانات مقدسة لها واجب احترامها والاعتراف بها من الجميع، ولها حق التقديس من أتباعها، دون شرط الإيمان بعقيدتها من المؤمنين بالديانات الأخرى، لكن لا ينبغي الخلط بينها وبين القومية أو الدولة، حيث لا يغيب عن بال العقلاء أن الدين السماوي الواحد ليس لقومية واحدة ولا يخص دولة واحدة، والقومية الواحدة ليست دينا واحدا ولا أيديولوجية واحدة.. فالدين الواحد يضم المؤمنين به من عدة قوميات وعدة مذاهب وقد يستوطنون عدة دول بل عدة قارات، لكن الدولة الواحدة ليس شرطا أن يستوطنها دين واحد وإن كان يمكن أن تستوطنها قومية واحدة. والقومية الواحدة تضم المنتمين إليها من عدة أديان ومن عدة دول، لكن الدولة الواحدة تضم مواطنين مؤمنين بأديان مختلفة، وربما من من منابع عرقية مختلفة، لكنهم جميعا يحملون جنسية واحدة. وقد تضم شعبا بغالبية قومية واحدة أو دين واحد، ولكن لا يجب الإخلال بحقوق أبناء القوميات أو الأديان الأخرى. والدولة الشرعية أي دولة هي حد جغرافي تاريخي معترف به دوليا لأرض محددة تمثل وطنا يعيش ويتعايش فيه مجتمع بشري من المواطنين المتساوين في الحقوق والواجبات أمام الدستور والقانون، وفي الدولة أى دولة يكون الولاء للوطن الذي يراعي ويرعى حقوق جميع المواطنين. والمشاكل والأزمات بل والنزاعات والحروب الأهلية لا تنشأ إلا من اعتبار البعض أن الدين قومية أو اعتبار القومية دين، أو محاولات أتباع دين أو قومية إلغاء حقوق الآخرين باعتبارها كالنازية فوق الجميع عن البيان الإماراتية