عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ملك توج لهذه الدولة العظيمة قبل أربعة أعوام مكملاً مسيرة البناء التي وضع مبادئها والده الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، ومن ثم إخوانه تغمدهم الله بواسع رحمته الذين تولوا دفة الحكم فواصلوا البناء وحققوا المزيد من الانجازات التي شملت جميع مرافق الحياة العامة، فسنوات حكمة اتسمت بسمات حضارية ومدنية رائدة جسدت ما اتصف به رعاه الله من صفات حميدة حكيمة متميزة اكتسبها من والده ومربيه ومعلمة الملك عبد العزيز رحمة الله تعالى، والتي من أبرزها تمسكه بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والشجاعة وقوة الإرادة والنبل والذكاء والفراسة والإيمان العميق بالقيم المثلى والحكمة والتبصّر في خدمة وطنه ومواطنيه وأمته الإسلامية، من أجل ذلك نجده إنسانا متحرّرا من الجمود والعصبيّة، فخلال فترة حكمة الماضية تمكن من عمل إنجازات قياسية في عمر الزمن أتصفت بالشمولية والتكامل حقق فيها منجزات ضخمة وتحولات كبرى في مختلف الجوانب، ومن أولى إهتماماته الكريمة حفظة الله والتي أولاها رعاية خاصة تلمس احتياجات أبناء شعبة، ودراسة أحوالهم عن كثب، وتحسين مستواهم المعيشي فأصدر أوامره بزيادة الرواتب لجميع العاملين في القطاعات الحكومية (عسكريين – مدنيين – متقاعدين) وزيادة مخصصات القطاعات التي تخدم المواطنين ( الضمان الاجتماعي - صندوق التنمية العقاري - بنك التسليف السعودي - صندوق التنمية الصناعي... ) وتخفيض أسعار البنزين والديزل، وتصدا لظاهرة ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة التي أحدثت قدراً كبيراً من السلبيات المؤثرة على حياة المواطنين بأن أصدر أمرة الملكي الكريم بتحمل الدولة نصف رسوم الموانئ، وصرف بدل غلاء معيشة لموظفي الدولة، واستمرار دعم السلع الأساسية للتخفيف من حدة أسعارها... إلى غير ذلك من الأعمال الجليلة التي أعطاها اهتماماً كبيراً على الصعيد الداخلي تحتاج إلى مؤلفات لحصرها. أما على الصعيد الخارجي لقيت قضايا الأمة الإسلامية وتطوراتها النصيب الأكبر من اهتمام خادم الحرمين الشريفين، وفي المجال السياسي له مواقف إيجابيه تستهدف وضع الأسس الثابتة القوية لمجتمع دولي يسوده السلام والأمن والإخاء، وتوضح كلماته ألقاها في المناسبات المتعددة أن سياسته على الصعيدين (الداخلي والخارجي) تنطلق من ثوابت إسلامية، ولتمتعه حفظه الله بقدرة فائقة على التعامل مع الغير، وتفهم الثقافات الأخرى، وبعده عن الانغلاق والتحجر نجده دائماً يؤكد على مفاهيم الوسطية والحوار الثقافي، وليس هذا بغريب كون هذه المفاهيم أصيلة في الفكر الإسلامي النقي البعيد عن الشوائب والأفكار الدخيلة. * من أقواله: وأعاهدكم أن أتخذ القرآن دستوراً والإسلام منهجاً وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة - إن منهجنا الإسلامي يفرض علينا نشر العدل بين الناس لا نفرق بين قوي وضعيف وأن نعطي كل ذي حق حقه ولا نحتجب عن حاجة أحد فالناس سواسية فلا يكبر من يكبر إلا بعمله ولا يصغر من يصغر إلاّ بذنبه. ** دعاء: اللهم أحفظ خادم الحرمين، وكن له معينا، وأصلح له البطانة التي تدله على الحق وتعينه عليه. ومن أصدق من الله قيلاً (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ...) ناسوخ: 0500500313