الأمن هو الحياة واستمراريتها وهو الداعي الأول للإبتكار والإئتلاف. ففي الآونة الأخيرة حصل هناك اختراقات أمنية وطنية منها ما كان بشأن السرقات وانتشار الجريمة والقتل والعنف والمخدرات وتفكك الأسرة. هذا إلى جانب انتهاكات لحقت بشباب بلادنا فأثرت على الأمن الفكري الوطني الثقافي. فالإرهاب والتكفير والتفجير والانخراط في الجماعات المتشددة وبث روح الفرقة والحقد والكره بمسميات كثيرة بين فئات المجتمع تحت ستار الجهاد المزعوم من قبل عناصر وأئمة الإرهاب. وحتى يمكننا دراسة هذه الثقافات الدخيلة على ثقافتنا وفكرنا الديني والاجتماعي والتربوي لابد أن نحدد المشكلة وفق إطار معين مع فرض الفروض المحيطة بهذه الظاهرة المقلقة والمتربصة بشباب أمتنا والمحيرة لعلماء النفس والاجتماع والدين والتربية. فالخروج بنتائج ونظريات وإحصائيات موضوعية مدروسة علمياً تُحدد من خلالها أسس وآلية التعامل مع هذه المشاكل لوضع الحلول اللازمة للتصدي لهذا الفكر الشاذ والتشدد الإرهابي. هذا يستدعي منا كمواطنين ومتخصصين أن ندرس ما يسمى باختراقات الأمن الفكري وفي أولوياتها الفقر والبطالة ونظام التعليم والمناهج ومخرجات التعليم وتفكك الأسرة والطلاق والتسيب ووضع حد أدنى للأجور يفي بحاجة الإنسان وكرامته من الضياع بدلاً من استغلال طاقاته وتوجيهها السيئ من قبل المغرضين وتسخيرهم للعبث بأمن بلادهم ومقدراتها. هذا إلى جانب انتشار الفساد بكافة أنواعه واحتكار الوظائف من قبل بعض المعنيين للاكتساب من خلال توفيرها لطالبيها. إن بلادنا تنعم بفضل الله بقيادة واعية وحكيمة لا تبخل في جميع الأحوال عن تقديم المساعدة والرعاية والاهتمام بمواطنيها وعلينا ككتاب ومثقفين ووطنيين محبين لهذا الثرى الغالي أن نرعى حقوقه ونعرف ما لنا وما علينا.. إن طرح آرائنا بكل مصداقية وصراحة وشفافية أمام مسئولي وقادة هذه البلاد العزيزة التي عشنا وعاش آباؤنا وأجدادنا عصوراً سعودية زاهرة منذ نشأتها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله. اليوم وقد بدأت الطبقة الوسطى في التلاشي بتكبدها الكثير من الديون والالتزامات المعيشية فكثير من الشباب أعرض اليوم عن الزواج بسبب البطالة أو تدني دخله أو إعالة أسرته أو إخوته والصرف على علاج والديه. فالأمن الفكري يعني في كثير من الأحوال والمعاني راحة البال والخاطر وبحبوحة العيش وتوفر مجال العمل والتنافس الشريف والتسابق على العطاء والإنتاج حتى نصل وتصل حكومة هذه البلاد إلى ما تصبو إليه من ابتكار وإبداع مميز بين شبابها المتعلم المؤهل حتى نعرف مالنا وما علينا لابد أن نكفي أبناءنا الحاجة والمسألة ونوفر لهم احتياجاتهم المعيشية ومن ثم نعمل جادين مخلصين أوفياءً لمجتمعنا وقيادتنا على تحصين الشباب من الأمراض الاجتماعية حتى يكون لنا وجاهة ودلالة قوية على توجيههم الوجهة السليمة مع إكسابهم المناعة القوية ضد التيارات المنحرفة أو الاستدراج واستغلال وضعهم المادي السيء والنفسي والاجتماعي. فصراع الحضارات نتج عنه الفكر المعاكس والرأي الآخر بكل سلبياته مما أدى بشبابنا إلى الخروج عن ثقافتهم وعن مجتمعهم فعلماء التربية والتعليم والاجتماع وأرباب الفكر رأوا في ظهور هذه البوادر السيئة بوادر تشدد وانحراف ولكننا للأسف لم نتحرك في حينها ولم نولها أي اهتمام حتى اعتبرها البعض منا نوعاً من التدين والرجوع للحق وهو ما يقود إلى الصلاح والتقى والورع ونسينا أن هذا التشدد والتنطع والجهاد المزعوم هو سبيل لنشر التكفير والتفجير الذي وصل إليه أبناؤنا فيما بعد كما صدروه إلى خارج حدودنا وها هي بضاعتنا ردت إلينا بطرق وأشكال وأساليب شيطانية تبيح لنفسها الحرام وتحرم الحلال وتصدّر الفتاوى المزعومة والمؤامرات الدنيئة والأحاديث المكذوبة على لسان قادة وأئمة الكفر الضال. من هذا المنبر أدعو نفسي وإخوتي الكتاب الإعلاميين والاجتماعيين وقادة الفكر أن يتقوا الله في شباب هذه الأمة وإعادة تأهيلهم لحياتهم ومستقبل بلادهم وعلى الجهات المعنية والمسئولة الأخذ بالأفكار الوطنية المخلصة التي تصدر في صحافتنا اليومية عن طريق كتابنا وأئمة علمائنا والتي تعرض الرأي والفكرة وتضع الحلول المناسبة لكل ظاهرة وكل شاردة وواردة فليس كل ما يكتب هو هراء أو كما نقول دائماً كلام صحف لا يعتمد عليه. ولكن في الحقيقة هو كلام مواطن مخلص غيور على سلامة بلاده ومستقبل شبابها ولابد أن يخضع للمنطق والعقل ومن ثم القبول والتحليل فدعونا من تصنيف الكتاب وتقسيمهم إلى علماني وليبرالي وإلى غير ذلك فلدينا ولله الحمد كتّاب نفخر بهم وبوطنيتهم ولديهم أقلام وأفكار جبارة مختارة وقدرة فائقة على النقد والتحليل والاستنباط. فلابد أن نُخضع ما يُكتب للتحليل والأخذ بأحسنه وأيسره وإلا فما قيمة الفكر والأدب والعلم إذا لم نثق في أفكار وآراء متعلمينا. يقول الشاعر خذ من علومي ولا تركن إلى عملي واجني الثمار وخلي العود للنار